السلفادور تنصت لصوت الشعب الجزائري وتعيد النظر في علاقتها مع البوليساريو

0

 

 

الحدث بريس:الصادق عمري علوي.

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

أعجبتني عبارة أحد الصحافيين بقوله ” واشنطن تضع ملف حفتر على الرف … ” فقد أعلنت وزارة الخارجية السلفادورية عن إعادة تقييم بلادها لعلاقتها الدبلوماسية مع البوليساريو كان ذلك مباشرة بعد حضور “إبراهيم غالي ” حفل تنصيب الرئيس الجديد بالعاصمة ” سان سلفادور” ، فاضحت بذلك أكاذيب القيادة في ما يخص انتصاراتها الدبلوماسية ، اعلانا مدويا عن الهزيمة ، إثر تراجع المساندة الدبلوماسية اللامشروطة للجزائر للأطروحات الانفصالية، فالجزائر اليوم لم تعد تتحمل إهدار ميزانيتها والمزيد من ضخ الأموال في صحراء التيه والضياع وانسداد الآفاق إثر الضباب الكثيف الذي يلف مستقبل مواصلة الدفاع عن جبهة وهمية تسوق الكذب وتصدقه …

فهاهو الشارع الجزائري بهيئاته ومثقفيه وشبابه يدعو إلى الإستيقاظ من الغفوة و الدعوة لرحيل البوليساريو المدعوم من قبل العسكر منذ الحرب الباردة .. الشيء الذي دفع ( الزعيم الوهمي ) – بعد أن صعقه الشارع الجزائري – للبحث ملاذ للدعم فذهب لدول أخرى لإقناعها بضخ الاموال في جيوب المتاجرين بقضية المحتجزين في الفيافي والقفار .

وفي خضم تسارع الاحداث والمنادات بالاصلاح في افق التغيير يتشبت البعض بالأكذوبة الفاضحة التي يكررها بعض قادة العسكر ” بعدم التدخل في شؤون الدول … وفق الدستور ” وإذ يحشرون أنفسهم ضربا بعرض الحائط المبدأ الذي تبنوه ، في أمور تاريخية لاتخصهم وتضر بالمصالح الاقتصادية للشعب الجزائري الذي يسعى جاهدا إلى التخلص من الماضي الأليم الذي أثقل كاهله بوجود بعوضة داخل بلاده ( ساهم في خلقها القذافي ) تمتص وتستنزف طاقاته وخيراته مما جعل العسكر أمام خيارين : إما التخلي عن هذه البعوضة الجشعة وطردها خارج الديار .. وإما التعرض للمسائلة والمحاكمة أمام االشعب الجزائري وهيئاته القضائية والحقوقية ومطالبة دعاة مواصلة الدعم المالي من العسكر بإعادة الأموال المدفوعة للوهم التي أنفقوها عليه من خزينة الدولة الجزائرية للشعب طيلة عقد من الزمن .

 

فهذه دولة السلفادور تعلن وكباقي دول أمريكا اللاتينية التي ستحدو حدوها مستقبلا العديد من الدول .. بأنها ربما خدعت ، ثم فطنت بدخول تاريخ مزور لكيان مزعوم في حجرها ، فاقدمت سابقا على رعاية ” الثعابين ” على أرضها وهو مايشكل خطرا إن بقي مستمرا ضمن ثقافتها وتوجهاتها التي تستنكر التلاعب بحقوق الإنسان ضمن ما يقع الآن سفاهة للمحتجزين الصحراويين بمخيمات تيندوف من تلاعب بمصيرهم وإجبارهم قسرا على العيش في صحراء قاحلة لا تتوفر فيها أبسط مقومات العيش الكريم ، مرهونين في دوامة الحروب والمآسي الطاحنة ، بشكل سادي أضاع مستقبل أجيال كان بالامكان أن تعيش بكرامة في وطنها وبين أهاليها مشاركة فاعلة في التنمية التي تشهدها الاقاليم الجنوبية للمغرب .

 

السلفادور تضع ملف “الكذابين الثوار ” في بئر ليس له قرار ، وتضع المجتمع الدولي إزاء مسؤولياته الكبار ، أمام مايبثه إبراهيم غالي من تضليل للرأي العام الدولي وهو ما يكذبه واقع الصحراويين وقبائلهم المنددة بالتمزيق لأوصالها وتشويه رخيص للحقائق وقطع للأرحام وهو عند الله عظيم .

 

إعلان ” المجلس الدستوري الجزائري عن ” استحالة تنظيم انتخابات 4 يوليوز، زاد من حالة الشعور بالإحباط والدونية و التخبط التي تعيشها أمانة “البوليساريو”، واضحى موقف رئيس الحركة الانفصالية ضئيلا محتشما في تسويق اطروحته عالميا وأمام الصحراويين وشبابهم المعارض التواق إلى الانعتاق من براثن الافكار الراديكالية.

 

ضف إلى ذلك انعدام الثقة بين افراد البولساريو الذين أخذوا يبحثون كل واحد في ناحية بشتى الوسائل إلى استدرار عطف المنتظم الدولي للمزيد من المساعدات لتدارك الوضع المتردي بالمخيمات بعد ان تبين بالملموس للجميع أنهم يتاجرون بها في السوق السوداء ولا يصل للصحراويين إلا الحشف وسوء الكيلة .

 

وعلى حد تعبير الشاعر المتنبي ” يأكل من زادي ويمسكني ” فقيادة البوليساريو الانفصالية التي جمعت حولها أفرادا من مختلف بلدان إفريقيا انكشفت ألاعيبها فهي تأكل مستقبل الصحراويين .. وتضيف إليه زادهم مما تكرمت به عليهم المنظمات الإنسانية الدولية وتمسكهم بالحديد والنار .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.