كشف مرصد كوبرنيكوس الأوروبي للمناخ، اليوم الخميس، أن درجات الحرارة العالمية خلال أبريل 2025 حافظت على مستوياتها المرتفعة بشكل غير مسبوق، لتواصل بذلك موجة حر بدأت قبل نحو عامين، وتثير قلقًا متزايدًا لدى العلماء بشأن وتيرة الاحترار العالمي وخطورته المتسارعة.
ووفقًا لتصريحات سامانثا بيرجيس، مديرة برنامج كوبرنيكوس للمناخ، فإن “أبريل 2025 كان ثاني أدفأ شهر أبريل على الإطلاق على المستوى العالمي”، مؤكدة أن الأشهر الأخيرة شهدت درجات حرارة تجاوزت باستمرار عتبة 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهي العتبة الحرجة التي حذّر العلماء من تجاوزها لتفادي تغيرات مناخية كارثية.
وفي تقرير مشترك مع المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، أوضح مرصد كوبرنيكوس أن أوروبا شهدت في العام الماضي 2024 واحدة من أكثر السنوات مطرًا منذ عام 1950، حيث غُمرت قرابة ثلث شبكة الأنهار بالقارة، في تكرار لسيناريو الفيضانات العارمة التي لم تحدث بهذا الحجم منذ عام 2013.
ولم تقتصر آثار التغير المناخي على اليابسة، بل امتدت إلى المحيطات أيضًا، حيث بلغ متوسط درجة حرارة سطح المحيطات 20.96 درجة مئوية في مارس 2025، ما يجعله ثاني أكثر شهر مارس دفئًا منذ بدء تسجيل البيانات.
كما سجلت مستويات الجليد البحري في القطب الشمالي أدنى معدل لها منذ 47 عامًا، بانخفاض قدره 6% عن المتوسط، في مؤشر إضافي على تسارع الذوبان في المناطق القطبية.
ويُذكر أن عام 2024 كان بالفعل الأكثر دفئًا في التاريخ الحديث، حيث تجاوز متوسط درجة الحرارة العالمية عتبة 1.5 درجة مئوية للمرة الأولى على مدار عام تقويمي كامل، بمتوسط 15.10 درجة مئوية، أي بزيادة قدرها 0.72 درجة عن متوسط الفترة بين 1991 و2020، و1.6 درجة عن مستويات ما قبل الصناعة.