عهدت الأمم على أن تربط حالة بشخص ما؛ نظرا لطبعه الذي يعاود الكرة تلو الأخرى؛ نفس المواقف، وهكذا وصفت العرب أبا مسيلمة بالكذاب إلى أن قالت في وصف شخص لا يصدق القول بأكذب من مسيلمة الكذاب.
كما كانت تقول العرب لرجل كريم إنك أكرم من حاتم الطائي.
إلا أن مجتمعنا؛ نظرا لطفو البؤساء في مرحلة ما بفعل موجة النفاق والمتاجرة في الدين والتباكي الذي ينم عن الخبث، جعلت من الرئيس السابق لحاضرة الرشيدية ” يسمو” إلى درجة الغباء الذي يبين عنه في كل وقت وحين، حتى أصبح المجتمع يقول لأصحاب التصرف الغبي أغبى من الهناوي.
فالانتخابات الجزئية التي عرفها إقليم الرشيدية في السابع من يناير 2021 أعطت إشارة أولية لتجار الدين والمفسدين منهم خاصة، على أن مجتمع درعة-تافيلات كشف بهتان أولئك التجار الذين كسدت تجارتهم، حيث سقط حزبهم محليا من الدرجة الأولى إلى الثالثة بفارق ينذر بالافلاس السياسي.
أما استحقاقات الثامن من شتنبر فقد صعقت، وبقوة، أولئك المتشدقين بسياسة التظلم والمجابهة مع السلطة لسقل ” ميدالياتهم” الصدئة والمتآكلة.
ففي هذا الباب، حاول الرئيس السابق بغبائه المألوف أن يجعل من دورة استثنائية خصصها المجلس الحالي لدراسة مختلف الملفات القضائية التي يواجه فيها أطراف أخرى، جلسة للتغني بما يصفه لإنجازه ” العظيم” في مواجهة والي الجهة، وأن المجلس برئاسته ” الأكاديمية” التي لا يصل حتى إلى كعب رئيسها الحالي ومكوناته الحزبية النشيطة، أنها تجتمع فقط على ” طمس إنجازه” ، وجاء يجتر مرة أخرى ملفا رقص عليه رقصته الأخيرة التي أسقطته إلى الحضيض، حيث أن هذا الملف لا يندرج ضمن الملفات المعروضة على المجلس لكون القضاء قال فيه قوله، والمجتمع في درعة-تافيلات يعرف حقيقة الأمر، إلا أن الرئيس السابق الغبي لازال يعتقد أن غباءه يستغبي الساكنة التي حكمت عليه بالطرد الشنيع.
فالهناوي الغبي تغنى في وقت ما باستقامة القضاء واستقلاليته، إلا أنه بغبائه المعروف حاول أن يطبق في ذلك ” ويل المصلين” ، حيث لا يذكر إلا الحكم الابتدائي ويستتر على ما صدر في الحكم الاستئنافي وهو الأقوى ويتعلق الأمر بالحكم القطعي عدد 7078 الصادر عن محكمة الاستئناف الإدارية في الملف عدد 154/7110/2020 بتاريخ 21 دجنبر 2021 والذي قضى بإلغاء الحكم المستأنف، الذي لطالما تغنى به الرئيس الغبي، وتصديا برفض الطعن.
من المؤسف أن نلاحظ لحد كتابة هذه السطور هذا الغباء الذي طبع تصرفات الرئيس السابق وأستاذه رئيس الجهة المخلوع، والذي لم يجلب لهذه المدينة،بصفة خاصة، ولا إلى الجهة بصفة عامة، إلا هدر زمن ثمين أوقف عجلة التنمية وأبقى ذلك الركود القاتل الذي جعل هذه الجهة من المملكة الشريفة تعيش سنوات عجاف جعلها تتميز بتخلف اقتصادي واجتماعي، يتحمل فيه ساسة البيجيدي الطرف الأكبر من المسؤولية.
فقد ثبت أن غباء الهناوي لن يسمح له بالتعلم من أخطاء الماضي وتغيير سياسته إلى إيجابية بناءة، وإن كان الهناوي تلميذا نجيبا لاستاذ فاشل مثله، وهو الشوباني، فعليه أن يحاول الاستفادة مما ظهر لحد الآن من تشخيص واقعي لمعلمهم الذي علمهم السحر، ألا وهو بنكيران، الذي اعترف على الأقل، بأن تصرفات بيادقه هي التي أدت إلى الواقع الكارثي للحزب، حيث احتل آخر المراتب بفضل القاسم الانتخابي الذي جند له الحزب كل إمكانياته لإفشاله.
وهو ما يصدق عليه القول ورب ضارة نافعة في السقوط المدوي الرئيس الغبي الذي إذا كان يطمح لاستعادة بلدية خسرها أبشع خسارة، والتي طرده منها المواطنون بتصويت ساحق ضده ولصالح النخبة الجديدة، فعليه أولا أن يحترم إرادة المواطنين، وهو أمر مفروض عليه أحب أم كره.
والثانية هي تقويم ما اعوج من سلوكات أدت به إلى الكارثة، ذلك السلوك الذي تمحور حول بهتان المظلومية والقفة وتمويل الجمعيات الرخيصة.