في إطار مرحلتها الثالثة (2019-2023)، إضطلعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم تاوريرت، بدور كبير، و إنخرطت بشكل قوي و فعال في دعم التعليم الأولي، عبر تشييد و تشغيل عدد هام من الوحدات التعليمية بمختلف الجماعات التابعة للإقليم.
و وعيا منها بأهمية التربية و التعليم، أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية عناية خاصة و كبيرة للأجيال الصاعدة، من خلال حرصها الكبير، عبر برنامجها “الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”، على ضمان حق التمدرس لفائدة أكبر عدد من المستفيدين، خاصة المنحدرين من العالم القروي.
و يبلغ عدد وحدات التعليم الأولي، التي عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على إنجازها و تجهيزها و كذا تشغيلها لفائدة الأطفال المتراوحة أعمارهم ما بين 4 و 6 سنوات، 67 وحدة موزعة عبر تراب الإقليم.
و في هذا الإطار، تبرز وحدة التعليم الأولي “أولاد الختير تاغريست”، بجماعة أهل واد زا، التي تم إفتتاحها في شهر شتنبر من سنة 2023، و تشرف على تدبيرها المؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، كنموذج حي لجودة الخدمات المقدمة للفئات المستهدفة تنزيلا لرؤية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في تعميم هذا النوع من التعليم.
و تحرص هذه الوحدة على تمكين الأطفال من تعليم ذي جودة عالية يعتمد على مقاربة بيداغوجية نموذجية، إذ تمكنهم الأنشطة التفاعلية من التعرف على المفاهيم الأولى المتعلقة بمحيطهم، و تنظيم التفكير، و التعبير اللغوي، و التواصل، و السلوك الحسي الحركي، إضافة إلى قواعد و قيم الحياة المشتركة.
و أكدت أميمة الفلالي، مربية بالمؤسسة المغربية للنهوض بالتعليم الأولي، أن وحدة التعليم الأولي “أولاد الختير تاغريست”، التي تم إحداثها في إطار المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، تتوفر على كل التجهيزات اللازمة لتقديم أفضل الخدمات للمستفيدين الذين تزداد أعدادهم بشكل مستمر.
و قالت المربية، في تصريح للصحافة، إنها قبل الإلتحاق بهذه الوحدة، تلقت تكوينات أساسية و تكميلية لمدة 950 ساعة تكوينية، مكنتها من تملك الوسائل و التقنيات الأساسية اللازمة و المناهج البيداغوجية المعتمدة، تساعدها على تعزيز نمو الأطفال، و تحفيزهم لإكتساب المعرفة المسبقة اللازمة لولوج الحجرات الدراسية بالسلك الإبتدائي و التميز في مسارهم الدراسي.
من جهته، أشار المكلف ببرنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة بقسم العمل الإجتماعي بعمالة إقليم تاوريرت، عبد السلام حسناوي، إلى أن الإقليم شهد ما بين سنتي 2019 و 2023، إنجاز و تشغيل 67 وحدة للتعليم الأولي، و ذلك بهدف تحسين القدرات المعرفية للأطفال، و تنمية شخصياتهم، و إعدادهم للاندماج بشكل أفضل في التعليم الإبتدائي، و النجاح في مسارهم الدراسي.
و ذكر بأن هذه الوحدات، التي تم إنجازها و تشغيلها بغلاف مالي يقدر بـ 24,31 مليون درهم، تم تحويلها، منذ شهر يوليوز 2023، إلى المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية و التعليم الأولي و الرياضة بتاوريرت، طبقا للمذكرة الوزارية الصادرة في هذا الشأن، مشيرا إلى أن عدد الأطفال المستفيدين من هذه الوحدات إنتقل من 64 طفلا سنة 2019 إلى 2300 مستفيدا خلال الدخول المدرسي الحالي.
و الجدير بالذكر أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، جعلت دعم مرحلة التعليم الأولي في صلب إهتماماتها، و ذلك في إطار مرحلتها الثالثة، خاصة في الوسط القروي، و ذلك إيمانا منها بأهمية التعليم الأولي كخطوة أساسية لضمان النجاح الدراسي لهؤلاء المتعلمين.