اعتقال زعيم شبكة لتهريب المهاجرين من المغرب إلى جزر الكناري

0

أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن تفكيك البنية العملياتية لإحدى أخطر الشبكات الدولية المتخصصة في تهريب المهاجرين من السواحل المغربية نحو جزر الكناري عبر “طريق الأطلسي”، وذلك في إطار عملية أمنية أطلقت عليها اسم “ناوْفراغو – Náufrago”.

ووفق بلاغ للشرطة، فقد جرى تنفيذ العملية من طرف فرقة الأجانب والحدود بمدينة بويرتو ديل روساريو بجزيرة فويرتيفنتورا (إحدى جزر الكناري)، عقب تحقيقات انطلقت بعد العثور على مهاجرين اثنين من ضحايا الشبكة، واللذين وافقا على التعاون مع القضاء الإسباني تحت نظام “الشهود المحميين”.

أقوال الضحيتين مكّنت المحققين من تحديد هوية مواطن مغربي يقيم في فويرتيفنتورا، تم اعتباره العنصر المحوري في فرع الشبكة داخل إسبانيا، وله ارتباط مباشر بالقيادة المركزية للتنظيم الإجرامي المتمركزة في المغرب، تحديداً في منطقتي طانطان والعيون.

ووصفت الشرطة الإسبانية هذه الشبكة بأنها “عنيفة ومنظمة وذات هيكل هرمي محكم”، يتكوّن أساساً من مواطنين مغاربة يتوزعون بين مهام الاستقطاب والنقل والتحصيل واللوجستيك وقيادة الزوارق. كما كانت تمتلك سيارات رباعية الدفع وزوارق مطاطية وأسلحة، مما مكّنها من تنفيذ عمليات تهريب متعددة في الوقت نفسه.

وأشار البلاغ إلى أن المهاجرين الذين تنقلهم هذه الشبكة “كانوا يُجبرون على الإبحار دون سترات نجاة أو وسائل أمان، ويتعرضون للعنف والابتزاز وسوء المعاملة في ظروف إنسانية قاسية”. وكشف أحد الشهود أن المسؤول الرئيسي في إسبانيا “ألقى بثلاثة مهاجرين في البحر أثناء الرحلة، ولم يُعثر عليهم منذ ذلك الحين”، مؤكداً أنه “كان يضرب الضحايا ويتولى بنفسه قيادة الزورق وتحصيل الأموال منهم”.

التحقيقات أظهرت أيضاً أن العملية الحالية مرتبطة بشبكة سابقة تم تفكيكها في أبريل 2025، حيث اعتُقل حينها أحد عناصر التنظيم، ولا يزال قيد الاعتقال الاحتياطي. وتبين للمحققين أن الموقوف الجديد كانت تربطه علاقة مباشرة وتنسيق مستمر مع المتهم السابق، في إطار نفس الشبكة الإجرامية العابرة للحدود.

المرحلة الأخيرة من العملية نُفذت بين 8 و9 أكتوبر الجاري في مدينة بويرتو ديل روساريو، وأسفرت عن اعتقال زعيم الشبكة في إسبانيا، البالغ من العمر 22 سنة ويحمل الجنسية المغربية، بتهم تكوين منظمة إجرامية، تسهيل الهجرة غير النظامية، القتل، التهديد الخطير، والإخلال بواجب الإغاثة.

وقد أُحيل المتهم على العدالة الإسبانية، التي قررت إيداعه السجن في انتظار محاكمته. وأكدت الشرطة الوطنية أن هذه العملية تمكّنت من “تفكيك الخلية الإسبانية بالكامل” التابعة لشبكة دولية تنشط في تهريب المهاجرين عبر الأطلسي نحو جزر الكناري، وهي من أخطر الطرق البحرية في العالم من حيث عدد الضحايا والمخاطر.

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد