كشفت مصادر استخباراتية غربية أن الجزائر دخلت في محادثات غير معلنة مع إيران، عبر وسيط أجنبي ينشط في إحدى دول شرق أوروبا. في مسعى للحصول على دفعة محدودة من صواريخ “كروز” بعيدة المدى، وسط تكتم رسمي يثير تساؤلات في الأوساط الدبلوماسية والعسكرية الغربية.
وبحسب المعلومات التي تم تسريبها، تجري هذه الاتصالات بعيدا عن القنوات الدبلوماسية التقليدية. ضمن مسار “غير شفاف” يهدف إلى تجاوز القيود المفروضة على التعاون العسكري مع طهران. خصوصا في ظل العقوبات المفروضة على الصناعات الدفاعية الإيرانية.
وتشير المعطيات ذاتها إلى أن الجزائر تسعى لاقتناء نسخ محدّثة من صواريخ “سومار” الإيرانية، التي يتراوح مداها بين 700 و1000 كيلومترا.والمستوحاة من التصميم الروسي الشهير للصاروخ Kh-55، المعروف بدقته العالية وقدرته على التحليق المنخفض لتفادي الرادارات.
وتدار العملية – وفقا للمصادر نفسها – عبر شبكة معقدة من الشركات الوهمية المنتشرة بين آسيا الوسطى وأوروبا الشرقية. حيث قدرت قيمة الصفقة بأكثر من 200 مليون دولار، وتشمل التدريب التقني وخدمات الصيانة والدعم اللوجستي. بينما يعتقد أن الوسيط المكلف بالمهمة يتمتع بعلاقات قوية مع دوائر تسليح روسية وإيرانية نافذة.
ويرى مراقبون أن الجزائر تسعى من خلال هذه الخطوة إلى تعزيز قدراتها الاستراتيجية بعيدة المدى في ظل سياق إقليمي متقلب. وتزايد التوترات الأمنية في منطقة الساحل والصحراء. فضلا عن سباق تسلح غير معلن مع دول مجاورة حصلت في السنوات الأخيرة على أنظمة دفاع متطورة من شركاء غربيين.