حلّ، بحر الأسبوع الماضي، بمحكمة الإستئناف بالرباط، قاض هولندي مكلف بالتحقيق في ملف جنائي رائج بإحدى محاكم هولندا، و ذلك من أجل الإستماع إلى متهم رئيسي في جريمة مقهى «لاكريم»، مدان بعشرين سنة سجنا من طرف غرفة الجنايات الإستئنافية بمراكش.
و أبرزت مصادر محلية، بأن جلسة الإستماع جرت بحضور قاضي تحقيق مغربي، إحتراما للبروتوكول القضائي المعمول به في نطاق الإنابة القضائية، و تفعيل الإتفاقات الدولية بين المصالح القضائية المغربية و الهولندية، و التي تسمح بإستنطاق المتهم في إطار المساعدة القضائية بين البلدين، للتحقيق في ملف قضائي و جنائي معروض على القضاء الهولندي.
و أضافت الصحيفة، في مقالها، أنه و إرتباطا بدواعي إستدعاء المدعو (ص.ا)، و هو من بين أهم المتهمين في ملف مقهى «لاكريم» بمراكش.
و أكدت المصادر ذاتها، أن الأمر يتعلق بالتحقيق في جريمة محاولة قتل شقيق المتهم بالعاصمة الهولندية، في إطار نزاع بين كارتيلات المخدرات، التي يرجح إرتباطها بشبكة بارون خطِير، و الذي إعتقل قبل سنتين بدبي، و تم تسليمه إلى السلطات الهولندية التي أدانته بالسجن المؤبد، مشيرة إلى أن شكوك لدى القضاء الهولندي، عطفا على إفرازات التحقيقات التفصيلية المنجزة في الملف، تحوم حول تورط المتهم المغربي (صا)، الذي يقبع بأحد السجون المغربية بعد إدانته بعشرين سنة سجنا، في المشاركة في جريمة الإعتداء المسلح الذي طال شقيقه بإحدى المدن الهولندية.
و قد إستمع قاضي التحقيق الهولندي إلى المتهم، بإحدى قاعات محكمة الإستئناف بالرباط، بحر الأسبوع الماضي، بحضور قاضي تحقيق مغربي، و كانت السلطات الإسبانية قد سلمت المتهم المذكور، البالغ من العمر 33 سنة، إلى السلطات المغربية، في يوليوز من سنة 2019، و ذلك على خلفية الإشتباه في كونه المسؤول عن التنسيق بين المحرض المفترض على الجريمة التي وقعت بمقهى «لاكريم» بمراكش خلال شهر نونبر 2017، و الشبكة الإجرامية التي تكلفت بتنفيذها، حسب ما أوردته مصادر إعلامية مغربية، إذ قررت غرفة الجنايات الإبتدائية بإستئنافية مراكش في 12 يونيو من سنة 2019، أي أسبوعا بعد تسلمه من طرف الأمن الإسباني، ضم ملفه إلى ملف المتابعين في جريمة القتل بمقهى «لاكريم»، التي أودت بحياة طالب جامعي و إصابة زميلته.
و قد تمت محاكمته رفقة باقي المتهمين بمحكمة الإستئناف بمراكش، قبل أن تحسم الهيئة القضائية بغرفة الجنايات الإبتدائية الملف بإدانته بعشرين سنة سجنا نافذا، تم تأييدها إلى جانب باقي الأحكام، التي تراوحت بين 6 أشهر حبسا موقوف التنفيذ و الإعدام، من طرف غرفة الجنايات الإستئنافية بالمحكمة نفسها.
و حسب معطيات مرتبطة بالمتهم موضوع الإستماع في إطار الإنابة القضائية، أنه كان معتقلا بسجن جزيرة «بالما» الإسبانية، لضلوعه في قضية تتعلق بترويج الكوكايين و الهيروين، و قد حوّل للتحقيق مباشرة بعد إعتقاله، حيث توبع في حالة إعتقال بتهم جنائية تتعلق بالمشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد، و المشاركة في محاولة القتل العمد مع سبق الإصرار و الترصد، و الدخول في عصابة إجرامية منظمة، و إخفاء أشياء متحصلة من جريمة يعلم بظروف إرتكابها.
و تجدر الإشارة إلى أن أطوار جريمة «لاكريم» التي يعتبر المتهم (صا) أحد المتهمين الرئيسيين في إرتكابها، تعود إلى نونبر 2017، و تتعلق بهجوم مسلح على المقهى بالحي الشتوي بمدينة مراكش، من تنفيذ قاتلين هولنديين، و الذي أسفر عن مقتل طالب في كلية الطب و جرح إثنين آخرين، من بينهما زميلته في الكلية ذاتها، حيث قضت هيئة المحكمة بمؤاخذة المتهمين الهولنديين، و معاقبتهما بالإعدام، و معاقبة المتهمين (أ)، (ب) و (ع. ح،ا) و (ن) ي) و (م (ت) و(ص) بعشرين سنة سجنا، و إدانة (م.ف)، صاحب المقهى، بخمس عشرة سنة سجنا، و (م.ف) بثماني سنوات سجنا، فيما أدانت (ج.ت) بعشر سنوات سجنا و غرامة 40.000 درهم و معاقبة (ع.ن) بعشر سنوات سجنا، و (ن،ك) بثماني سنوات سجنا، كما أدانت (ما) بست سنوات سجنا، و معاقبة (ع. ج ،ا) بسنتين حبسا نافذا، بينما كان نصيب (ن.ا) سنة واحدة حبسا نافذا، و (ع.ر،ا) سنة واحدة حبسا نافذا و غرامة 500 درهم، و معاقبة المتهم (ع.فا) بسنة واحدة حبسا موقوف التنفيذ، و إدانة (م.ي) بستة أشهر حبسا موقوف التنفيذ، إضافة إلى (ش.ق) بثلاثة أشهر حبسا موقوف التنفيذ و غرامة 1000 درهم، فيما أدانت المحكمة (خ.م) بشهرين حبسا موقوف التنفيذ.