بالأمس، بعثت لي صديقة مصرية رابط أغنية لسميرة بنسعيد تحت عنوان: “سميرة سعيد تطلق أخيرا أغنية باللهجة المغربية“. فعلقت مازحة: “يااااه، ده احنا نسينا إنها من عندنا”.
بغض النظر عن أن العنوان مبالغ فيه، لأن سميرة سبق وأن أطلقت أغنية “مازال”. التي كسرت فيها خوفها من خسارة الجمهور المصري إن هي ذكرته أنها من بلد آخر يجيد ولادة المواهب. لكنه لا يجيد تحويلها إلى نجوم. فإن سميرة سعيد برغم كل نجاحها تظل “ضعيفة” أمام سعد لمجرد. الذي قرر منذ البداية أن يغني بلهجته، ويغزو قلوب الشعوب العربية بلهجته. ويفرض نجاحه في العالم وليس فقط في المنطقة بلهجة أهل المغرب. ويخرج أهل المشرق من “كسلهم اللغوي”، وتردداهم لنفس اللازمة المملة “لهجة أهل المغرب صعبة”.
وسط هذه الصورة الوردية هناك حقيقة أخرى لا تزال مخفية، وهي أن سعدالمجرد التقط الإشارة. وفهم أنه لتفادي الوقوع في نفس الأخطاء التي تعرقل نجاحه، مثل قصصه مع النساء، و”الفضائح”، ودعاوى الاغتصاب، وتعاطي المخدرات، ووووو…. عليه أن يحصن نفسه بالمشارقة، وأن أهل مصر، ولبنان، وسوريا، يجيدون الماركوتينغ الفني. بما فيه حماية السمعة، بل حماية الفنان نفسه من نفسه. وهذا ما كان يحتاج إليه سعد المجرد ليواصل نجاحه المخيف، والمزعج.
سعد لمجرد دجاجة تبيض ذهبا
لذلك غامر أمير كرارة باستضافته في برنامجه. وهو يعرف أنه لن يتم بثه بسبب الحملات ضد سعد. وتورط أبناء وبنات بلده المغرب للأسف في هذه الحملات. وهو ما يحسب لأمير كرارة، ويحسب أيضا لإليسا التي غامرت بدورها، وأدت معه ديو.
نحن نخسر سعد المجرد كسلعة في سوق. فيبدو جليا أن سعد في طريقه للتحول إلى “بضاعة مشرقية” ستطرح هذه المرة باسم المشرق في السوق العالمية.
سيجيد أهل المشرق إعادة تقديم سعد لمجرد الى السوق العربي نقيا، ناصعا، خاليا من أي ماض سيء. رغما عن أنف كل الحملات المطالبة بعزله. وبذلك سيخسر المغرب مرة أخرى مادة من مواد القوة_الناعمة. كما خسر من قبل سميرةسعيد، كما يخسر اليوم تراثه الثقافي. وذلك بسبب قضائه عقودا وفيا للمدرسة الفرنسية التي تجهل مدرسة القوة الناعمة. فجهل تلميذها المغرب ما تكون، وكيف تكون. ولن يستيقظ إلا ونحن ننتظر في صف طويل أن نحصل على نصيبنا من تراثنا وعليه ملصق كتب فيه: “Made abroad” صنع بالخارج.
* أستاذة جامعية تخصص إعلام جديد ومدونة أسفار وقصص إنسانية