في سياق الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق تنمية فلاحية مندمجة وشاملة، وضمن فعاليات الدورة الخامسة للمعرض الجهوي للمنتجات المجالية، نظمت الغرفة الفلاحية لجهة درعة تافيلالت، يوم الأحد 6 يوليوز 2025، ندوة علمية رفيعة المستوى تحت عنوان “آفاق ومعيقات تثمين المنتجات المجالية بجهة درعة تافيلالت”، احتضنتها قاعة الندوات بفندق تادارت بمدينة ميدلت.
محتويات
في سياق الجهود الوطنية الرامية إلى تحقيق تنمية فلاحية مندمجة وشاملة، وضمن فعاليات الدورة الخامسة للمعرض الجهوي للمنتجات المجالية، نظمت الغرفة الفلاحية لجهة درعة تافيلالت، يوم الأحد 6 يوليوز 2025، ندوة علمية رفيعة المستوى تحت عنوان “آفاق ومعيقات تثمين المنتجات المجالية بجهة درعة تافيلالت”، احتضنتها قاعة الندوات بفندق تادارت بمدينة ميدلت.جاء تنظيم هذه الندوة انسجامًا مع التوجهات الكبرى لاستراتيجية الجيل الأخضر 2020–2030، وسعيًا إلى خلق فضاء للنقاش بين الباحثين والأطر التقنية والفاعلين الترابيين حول سبل الرقي بالمنتجات المحلية، التي تشكل مكونًا أساسيًا في المنظومة الاقتصادية والاجتماعية للجهة.وقد تميز اللقاء بكلمة افتتاحية ألقاها رئيس الغرفة الفلاحية لجهة درعة تافيلالت، شدد فيها على أهمية هذه التظاهرة العلمية في تعميق التفكير حول تثمين المنتجات المجالية، مؤكدًا على الدور المحوري الذي يلعبه المعرض الجهوي في التسويق والترويج لهذه المنتجات، وعلى الانخراط الفعّال لمختلف المؤسسات الشريكة، وفي مقدمتها المديرية الجهوية للثقافة والشباب والتواصل، التي ساهمت بشكل فعّال في إنجاح هذه النسخة من المعرض، بما يعكس تقاطع السياسات الثقافية والاقتصادية في خدمة التنمية الترابية.شكلت الندوة منصة علمية وتحليلية لطرح إشكالات واقعية تتعلق بسلاسل الإنتاج والتثمين والتسويق، من خلال ثلاث جلسات علمية دقيقة من حيث المضمون والغنى المعرفي. الجلسة الأولى، التي أدارها مدير المركز الجهوي للمعهد الوطني للبحث الزراعي بالرشيدية، ركزت على الجوانب التقنية والبحثية، حيث تم عرض معطيات حول الآفات الزراعية التي تهدد سلسلة التفاح، وسبل مقاومتها، وكذا تجارب في تثمين منتوجات طبيعية مثل الحناء، إضافة إلى مقاربة علمية للتقييم الحسي وجودة التفاح، مما يبرز أهمية ربط الميدان بالبحث الزراعي كمقوم أساسي لأي استراتيجية تثمين ناجحة.أما الجلسة الثانية، فركزت على التسويق في ظل التحول الرقمي، مسلطة الضوء على منصات التجارة الإلكترونية وأثرها في توسيع الأسواق أمام المنتجات المجالية، كما ناقشت تحديات التسويق المحلي والدولي، انطلاقًا من تجارب مؤسساتية وبحثية. وقد أبانت المداخلات عن وعي جماعي بضرورة تحديث أدوات التسويق بما يستجيب للتحولات الرقمية والطلب المتجدد للمستهلك.الجلسة الثالثة شكلت محطة مفصلية في النقاش، من خلال تناولها لموضوع هيكلة قطاع التعاونيات باعتباره الفاعل المباشر في إنتاج وتسويق المنتوجات المجالية. عرفت هذه الجلسة تقديم مقاربات حول التمكين الاقتصادي للنساء، ريادة الأعمال، ودور التجميع والتنسيق العمودي في تعزيز التنافسية، ما يعكس بوضوح التقاء الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية في الرؤية التنموية للجهة.الندوة لم تكتف بعرض التشخيصات، بل أسفرت عن توصيات عملية همّت دعم البحث العلمي، تسريع الرقمنة، تقوية قدرات التعاونيات، وإرساء تنسيق مؤسساتي مندمج بين مختلف المتدخلين. ويُسجل لهذه الندوة التراكم النوعي في مستوى الخطاب والمعالجة العلمية، وهو ما يعزز حضور جهة درعة تافيلالت كفاعل استراتيجي في التنمية الفلاحية المستدامة.