وثق منتدى داعمي الحكم الذاتي للصحراء المغربية، في الآونة الأخيرة، التحاق أفراد مما يسمى “شرطة ودرك بوليساريو”، بعصابات مسلحة، وتورطهم في جرائم القتل واعتراض السبيل وسرقة السيارات.
وقال المنتدى، المعروف اختصارا باسم ” فورساتين”، إن السكان المحتجزين في مخيمات تندوف، وجهوا طلبات عاجلة لتأمين المخيمات، كما لجأت قبائل صحراوية إلى تحصين نفسها بمجموعات قبلية مسلحة للدفاع عن النفس، في ظل غياب تام للدولة الوهمية ومؤسساتها، مشيرا إلى أنه منذ أسبوعين، تشهد مخيمات تندوف موجة من الإعلانات الفردية والجماعية، للهروب بأي ثمن، كما عجت تطبيقات التراسل الفوري، خصوصا “واتساب”، برسائل متبادلة بين أشخاص وعائلاتهم وذويهم، تفيد نية أصحابها مغادرة المخيمات بأي وسيلة.
وانتقلت عدوى الهروب إلى أهم مؤسسات “بوليساريو”، بما في ذلك المؤسســة العسكريــة، إذ أعلن بعــض المنتسبين للميليشيات بشكــــل صــريح عــن بحثهم عن مساعدة للعبور إلى أوربا، كما تجــاوزت الجــرأة كل الحــدود، حيــــث نشــر البعــض صــورهم بالــــزي العسكــــري لـ “بوليساريو” عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ما كشف عن حجم التفكك داخل هذه المؤسسة، فيما انطلقت، قبل 15 يوما، رحلة هروب جماعي لعائلات وذوي قياديين خارج المخيمات تحت بند “حرارة الصيف” والاستجمام، وكأنه ترحيل قسري جماعي، خوفا من المجهول.
وذكر المنتدى أن المخيمات تعيش حالة من الفوضى والانفلات الأمني الخطير، إذ بلغ العنف مستويات متقدمة من القتل واعتراض السبيل وسرقة السيارات، وحتى الهجوم على المؤسسات الرسمية، وزادت الأوضاع تعقيدا، بأن أصبح بعض أفراد “شرطة ودرك بوليساريو”شركاء في العصابات المسلحة، وتورطهم في جرائم القتل والسرقة والسطو المسلح.
وأدت هذه التطورات إلى انهيار ثقة السكان في النظام الأمني المحلي، ما دفعهم إلى طلب التدخل العاجل من الجزائر لتأمين المخيمات، إذ لم تعد الدولة الوهمية قادرة على فرض النظام، ما ينذر بتحول المواجهات إلى صراع قبلي قد يؤدي إلى كارثة إنسانية.
وكشف المنتدى أن ما يسمى “وزارة العدل” للانفصاليين وجهت استدعاءات ضبط وإحضار بحق المتورطين في الجرائم، لكن دون جدوى، ما دفع أقارب أحد القتلى إلى الإعلان عن أخذ القصاص بأنفسهم، وهو مؤشر بتحول المواجهات إلى صراع قبلي مفتوح.
كما تصاعدت الاستقالات الجماعية وتخلي إعلاميين وأطر بارزة عن مناصبهم، بينما اشتعلت السوق السوداء لبيع التأشيرات بأسعار خيالية، إذ تشير كل المعطيات إلى أن مخيمات تندوف قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام، فالوضع الأمني المتدهور والتفكك الداخلي يزيدان من صعوبة السيطرة على الأحداث، ما يجعل المستقبل غامضا ومليئا بالتحديات للسكان المحاصرين داخل المخيمات.