مع دخول الصراع المشتعل بين إيران وإسرائيل يومه التاسع، شهد الموقف الدولي تصعيدًا جديدًا بعد تصريحات نارية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي ألمح إلى إمكانية تدخل عسكري أمريكي في وقت أقرب مما كان متوقعًا.
وقال ترامب، في تصريحات أدلى بها الجمعة من نيوجيرسي، إنه منح إيران “مهلة زمنية” قد لا تتجاوز الأسبوعين للتوصل إلى حل دبلوماسي، مشيرًا إلى أن هذا الإطار الزمني يُعد “الحد الأقصى”، ومضيفًا: “ربما أتخذ قراري قبل ذلك”.
التصريحات جاءت بعد يوم واحد من إعلان السكرتير الصحفي للبيت الأبيض عن المهلة التي حددها ترامب لإعطاء فرصة للمساعي الدبلوماسية قبل اتخاذ أي خطوة عسكرية. ومع ذلك، حرص ترامب على التأكيد أنه لا يعتزم إرسال قوات برية أمريكية إلى الأراضي الإيرانية، في حال اتخذ قرار التدخل.
ورداً على سؤال حول إمكانية إرسال قوات ميدانية، أوضح ترامب: “لن أتحدث عن القوات البرية. آخر ما نرغب به هو إرسال قوات برية”، في إشارة واضحة إلى الرغبة في تجنب حرب شاملة قد تستنزف قدرات الجيش الأمريكي وتغرق المنطقة في فوضى جديدة.
في السياق ذاته، أبدى الرئيس الأمريكي شكوكه بشأن قدرة إسرائيل على تنفيذ ضربة فعالة ضد المنشآت النووية الإيرانية بمفردها، موضحًا أن “قدرتهم محدودة للغاية، يمكنهم اختراق جزء صغير، لكنهم لا يستطيعون الوصول إلى العمق الكبير”، في إشارة إلى منشآت نووية مثل فوردو التي تتطلب قدرات تدميرية خارقة تمتلكها فقط الولايات المتحدة.
واقترح عدد من المسؤولين والخبراء اللجوء إلى استخدام قنابل خارقة للتحصينات، وهي ضمن الترسانة الأمريكية، لاستهداف مواقع محصنة تحت الأرض، ما يضع البيت الأبيض أمام خيارات دقيقة ومعقدة.
في تعليقه على التناقض الظاهري بين التهديد بالحرب وتعهداته بالسلام، قال ترامب: “أن تكون صانع سلام دائمًا لا يعني أن تكون ضعيفًا. أحيانًا تحتاج إلى بعض الصلابة لصنع السلام”.
وفي لحظة لافتة خلال لقائه الصحفيين، حذر ترامب من أن الخطر لم يعد مقتصرًا على القوات العسكرية، بل يطال الجميع، بما فيهم الصحفيون أنفسهم، قائلاً: “هل تعلمون أنكم في خطر وأنتم تتحدثون معي الآن؟ لذا ربما عليّ أن أغادر”.
على الصعيد الداخلي، وجه ترامب سهامه نحو مديرة الاستخبارات الوطنية، تولسي غابارد، معتبرًا أنها “مخطئة” بشأن تقييمها لمساعي إيران النووية، في إشارة إلى وجود توتر داخل أروقة الإدارة الأمريكية حول تقدير الموقف الإيراني. وأفادت تقارير إعلامية، أبرزها شبكة CNN، بأن موقع غابارد داخل الإدارة بات “مهتزًا”.
تصريحات ترامب تعكس مرحلة بالغة الحساسية في مسار الأزمة، حيث تتقاطع الحسابات العسكرية مع الرهانات السياسية على بعد أسابيع من قرارات قد تغير خارطة التوازنات في الشرق الأوسط، بينما يترقب العالم ما إذا كانت واشنطن ستكتفي بالضغط أو ستفتح جبهة جديدة في واحدة من أكثر مناطق العالم احتقانا.