الحدث بريس : ايمان الشاتي
بعد أن وجه فيروس كورونا المستجد ضربته القاسية لمختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية عبر العالم، جاء الدور على القطاع السياحي بالمغرب، حيث تعاني مختلف وكالات السياحة والأسفار من وطأة هذا الوباء المنتشر في مختلف بقاع الأرض.
عودة محتشمة لنشاط وكالات الأسفار بالمغرب
استأنفت وكالات السياحة والأسفار التي تأثرت نتيجة التدابير الوقائية التي اتخذتها الحكومة للحيلولة دون تفشي فيروس كورونا المستجد “كوفيد19″، نشاطها بشكل محتشم بمختلف مناطق المملكة، وذلك في انتظار إعادة فتح الحدود وعودة حركة الملاحة الجوية، حيث لقيت خارطة الطريق التي وضعتها الحكومة للخروج من هذه الأزمة بشكل تدريجي استحسان العديد من أصحاب هذه الوكالات، غير أنهم اعتبروا عودتهم للنشاط فعليا، تبقى رهينة إعادة فتح الحدود واستئناف إجراءات منح تأشيرات السفر.
في هذا الصدد يرى محمد الوزاني مدير وكالة للأسفار بمدينة الدار البيضاء، أن هذه الأزمة الصحية الناتجة عن تفشي فيروس كورونا المستجد، تشكل كارثة حقيقية للقطاع ككل. وأضاف السيد محمد ” لقد أجبرنا على إلغاء الكثير من الرحلات المختلفة، للعديد من الوفود القادمة من دول أجنبية متنوعة بين شهري مارس وماي”.
وأضاف هذا الأخير أن هذه الأزمة أرخت بظلالها على عملية التحضير لموسم الاصطياف، التي تتضمن إجراء حجوزات تذاكر السفر، والفنادق والمنتجعات السياحية وغيرها من أماكن الترفيه والتسلية، والتي تجري بشكل غير مرضي، بسبب الأزمة الصحية الراهنة، ورأى أن هذه الوضعية تدفع إلى ضرورة التفكير العميق والجدي لاستشراف أفق للموسم السياحي القادم.
ضربة موجعة للسياحة
يعد قطاع السياحة بحكم طبيعته الهشة من أكثر القطاعات الاقتصادية تضررا في ظل امتداد دائرة انتشار فيروس كورونا وتجلياته الخطيرة على مختلف جوانب حياتنا اليومية. وقد أبدى العديد من أصحاب الوكالات السياحية انشغالهم بالبحث عن مخرج سريع لهذه الأزمة التي عصفت بأرزاقهم على غرار أرباب المهن الأخرى.
أعرب صاحب وكالة للأسفار بمدينة الدار البيضاء خالد موساوي (45 سنة) عن تذمره وقلقه الشديد مما ستؤول إليه الأمور في ظل تداعيات جائحة كورونا.
وقال خالد للحدث بريس: صحيح أن فيروس كورونا ألقى بظلاله وألحق أضرار بالغة على مختلف القطاعات الاقتصادية والاجتماعية حول العالم، لكن بصفتنا وكلاء سياحة نرى أن قطاع السياحة هو الأكثر تضررا، إذ منذ ظهور هذه الأزمة تعطل عملنا بالكامل.
وأضاف أن هذه الأزمة تكمن في أن ضرب هذا القطاع جاء في أوج موسم السياحة، أي في فترة الأعياد والعطلة الصيفية، وأن الخسائر كبيرة، وتقدر بملايين الدراهم، فهناك مصاريف كثيرة دون أدنى مدخول، وهذا بطبيعة الحال سيشكل لاحقا تراكمات قد تقود البعض لإعلان الإفلاس، فحسب التوقعات سيطول أمد هذه الأزمة إلى أن تعود الحياة لطبيعتها العادية، وحتى إن عادت بعد سنوات فإن ترميم هذا الوضع سيستغرق فترات طويلة.
وضع مأساوي
واستعرض صاحب مكتب سياحة بمدينة المحمدية أحمد الناجي، ملامح الأزمة بوصفها “كارثة بكل المقاييس” وقال: إن أصحاب وكالات الأسفار يواجهون مصاعب جمة، لكن بعد جائحة كورونا أصبح الوضع كارثيا، وبالتأكيد ستكون هناك مضاعفات خطيرة بعد زوال الجائحة.
وأضاف ” أن جائحة كورونا ستتسبب في إغلاق بعض وكالات السياحة، فخلال فترة الحجر الصحي تعرضنا لخسائر فادحة لأنه في فترة إغلاق المكاتب عليك أن تدفع تكاليف الإيجار والضرائب والكهرماء والهاتف والطيران والفنادق وغيرها. ونحن كأصحاب وكالات نعتمد كثيرا على موسمي الربيع والصيف وبالأساس السياحة الخارجية”.
السياحة الداخلية منتوج يتوجب إعادة النظر فيه
في سياق متصل، شددت نادية متولي، مسيرة وكالة للسياحة والأسفار بالبيضاء مختصة في تنظيم الرحلات نحو مختلف البلدان والوجهات، على أهمية جذب السياح العرب والأجانب من خلال تخفيض أسعار تذاكر الرحلات الجوية والفنادق.
وأشارت أيضا إلى أن السياحة الداخلية تضررت كثيرا من هذه الأزمة العالمية، مضيفة أن هذه الوضعية الناجمة عن تفشي هذا الوباء، دفعت بعض الوكالات إلى تسريح عمالها، ناهيك عن الركود الذي شهدته الصناعة التقليدية التي تعتبر مصدر دخل أساسي لعدة شرائح اجتماعية.
مما يستدعي إعادة تأهيل السياحة الداخلية وما يرتبط بها، وتوفير منتوج يراعي المتغيرات الحالية إنقاذا لقطاع يحتضر قبل أن يلفظ أنفاسه، فتشرد معه أسر وتفلس مقاولات ويتأثر اقتصاد البلد، إذ تعتبر السياحة إحدى دعاماته الأساسية، سواء من حيث جلب العملة الصعبة أو توفير فرص الشغل.