إحتفت النسخة الرابعة لمهرجان البحر بآسفي، مساء أمس السبت، بسمك السردين الذي يعد رمزا لحاضرة المحيط أكسبها شهرة على المستوى الوطني و العالمي.
و أقيم بالمناسبة مهرجان السردين و هو حفل لتذوق سمك السردين المشوي بساحة الديوانة العريقة و منطقة “رأس الأفعى” إستقطب جمهورا كبيرا من مختلف الأعمار من ساكنة المدينة و زائريها من داخل المغرب و خارجه حجوا للإستمتاع بأحد أكثر الأطباق شهرة و شعبية بمدينة آسفي و التي تتسيد قائمة أطباق المسفيويين اليومية لما يتميز به من فوائد غذائية مهمة.
و من المعلوم أنه بفضل هذه الطريقة في الطهي على المشواة، و المرتبطة بتقاليد الأجداد، يحافظ السردين على كافة مزاياه الغذائية من كالسيوم و فيتامينات و أوميغا 3.
و عملت اللجنة المنظمة لمهرجان البحر المقام على مدى ثلاثة أيام من قبل جمعية تيغالين للصيد الصناعي بآسفي، على توفير الوسائل و المعدات الضرورية لإنجاح هذا الحفل الذي أقيم في أجواء إحتفالية تميزت بإقامة عروض في فنون الشارع و التي نالت إعجاب و إستحسان الحاضرين.
و في تصريح للصحافة، أبرز حسن السعدوني، رئيس جمعية تيغالين للصيد الصناعي بآسفي، أن إقامة حفل تذوق سمك السردين المشوي بالساحة العريقة و التاريخية “الديوانة” قرب الميناء القديم يتوخى منه إتاحة الفرصة لساكنة المدينة لإستحضار تاريخ هذه الساحة التي كانت فضاء للفرجة و الرواج التجاري و التي يمكن إستغلالها لإقامة العديد من الأنشطة الثقافية.
و أشار إلى الإقبال الكبير لساكنة المدينة و ضيوفها على تذوق طبق سمك السردين المشوي، و كذا الحضور المتميز للشباب من خلال عروض فنون الشارع و التي ساهمت في تنشيط منطقة المدينة القديمة ذات الحمولة التاريخية.
و أكد المتحدث من جهة أخرى، على أن مهرجان البحر يساهم في إبراز الطابع السياحي لمدينة آسفي و التعريف بما تزخر به من تراث غني و متنوع و من مؤهلات سياحية.
كما كان الجمهور على موعد مع سهرة فنية متنوعة بمنصة ساحة مولاي يوسف، أحياها مجموعة من الفنانين الوطنيين و المحليين و فرق موسيقية محلية.
و إستمتعت الجماهير العريضة التي حجت بكثافة، بباقة من الأغاني من ريبرتوار الأغنية المغربية أداها الفنانون دنيا جاري، و محمد موسعيد، و شريفة، و أوركسترا بورقي، إلى جانب وصلات من فن كناوة و “الراب”.
و يهدف مهرجان البحر، المنظم بشراكة مع عمالة إقليم آسفي، و الجماعة الترابية لآسفي، و غرفة الصيد الأطلسية الشمالية، و المكتب الشريف للفوسفاط، إلى الإحتفال بالبحر، و بجماليته و عطائه من خلال التاريخ الضارب في القدم، و القطاعات الحيوية الأخرى كالثقافة و الفن و الإقتصاد و الموسيقى و البيئة، من خلال محطات تمتزج فيها ثقافة الساكنة مع المهنيين مع الجانب الروحي الذي ينهل منه المهنيون العاشقون للموسيقى الروحية التي هي أحد أعمدة الفن بالمدينة.
كما يسعى المهرجان إلى إظهار العلاقة الوطيدة بين الكثير من الفنون الثقافية و البحر و منها عادات و تقاليد ساكنة المدينة من خلال تأثير البحر و رمزية ميناء المدينة، و معها التعريف بما يزخر به بحر إقليم آسفي من غنى و تراث و تمازج بين حضارات عديدة توالت عليه.
و يتضمن برنامج هذه التظاهرة التي تحمل عنوان “سمك السردين”، فقرات تجمع بين الجانب الروحي و العقائدي و العادات و التقاليد و التطور، و تقدم صورة حقيقية و رائعة لحاضرة المحيط التي إرتبط إسمها بسمك السردين الذي صنعت معه مكانة دولية أوصلتها لتكون و إلى بداية 1970 عاصمة دولية لسمك السردين. و تشتمل هذه الفقرات على سهرات فنية و عروض في فنون الشارع و الشهب النارية.