الحدث بريس – وكالات
7 أشهر هي مدة انتشار جائحة كورونا المستجد في العالم بأكمله، مسببا خلفه أكثر من 400 ألف ضحية وإصابة أكثر من 10 ملايين شخص آخرين، ومن المعروف أن الفيروس التاجي ظهر في الصين في شهر دجنبر العام الماضي، إلا أن هناك دلائل تؤكد أن ظهور الحالات بالصين كانت قبل دجنبر.
لي منغ يان، هي عالمة متخصصة في علم الفيروسات بكلية الصحة العامة في هونج كونج، كشفت في حديثها مع شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية أنها اكتشفت أن الصين كانت على علم بالفعل بوجود فيروس كورونا وكان بإمكانهم إنقاذ المئات من الأرواح التي ماتت دون ذنب، إلا أن السلطات هددتها لتصمت، وفي 28 أبريل الماضي حجزت العالمة الصينية تذكرة سفر على متن رحلة طيران كاثاي باسيفيك إلى الولايات المتحدة، وحزمت حقيبتها وقررت الهروب من هونج كونج، وكانت على وشك ترك كل أحبائها وراءهم.
قالت “يان” في حديثها لـ”فوكس نيوز” في مقابلة حصرية، إنها تعتقد أن الحكومة الصينية كانت على دراية برواية الفيروس التاجي قبل أن تدعي أنها فعلت ذلك، وأن مشرفيها، المشهورين بصفتهم بعض كبار الخبراء في هذا المجال، تجاهلوا أيضًا البحث الذي كانت تقوم به في بداية الوباء الذي تعتقد أنه كان يمكن أن ينقذ الأرواح.
وأضافت أنه من المحتمل أن يكون لديهم التزام بإخبار العالم، نظرًا لوضعهم كمختبر مرجعي لمنظمة الصحة العالمية متخصص في فيروسات الإنفلونزا والأوبئة، خاصة مع بدء انتشار الفيروس في الأيام الأولى من عام 2020، وزعمت العالمة الصينية التي تختبئ الآن، أن الحكومة الصينية في هونج كونج تحاول النيل من سمعتها بمهاجمتها إلكترونيا ومحو سيرتها عن طريق القرصنة الإلكترونية على أمل إبقائها صامتة، وتعتقد حاليا أن حياتها في خطر وتخشى العودة إلى منزلها.
جئت إلى أمريكا لتوصيل رسالة حقيقية عن كورونا.. ومصيري في الصين سيكون الاختفاء والقتل
وقالت لشبكة “فوكس نيوز” من مكان مجهول: “سبب مجيئي إلى الولايات المتحدة هو أنني أوصل رسالة حقيقية عن فيروس كورونا، وأنها إذا حاولت أن تروي قصتها في الصين فسوف يكون مصيرها الاختفاء والقتل، وروت أن هناك عمليات تستر على أعلى المستويات من الحكومة الصينية.
وأوضحت “يان” إنها كانت من أوائل العلماء في العالم الذين درسوا فيروس التاجي الجديد، مضيفة أن حكومة الصين رفضت السماح للخبراء الأجانب، بمن فيهم الخبراء فى هونج كونج، بالبحث فى الصين، لذا لجأت إلى أصدقائها للحصول على مزيد من المعلومات.
وأشارت “يان” إلى أن أحد العلماء في مركز السيطرة على الأمراض والوقاية في الصين، كان على علم مباشرة بالحالات وأخبرها في 31 دجنبر الماضي، عن انتقال الفيروس من شخص إلى آخر قبل أن تعترف الصين أو منظمة الصحة العالمية بحدوث هذا الانتشار.
قالت يان إنها أبلغت بعض هذه النتائج المبكرة إلى رئيسها، إلا أنه أومأ برأسه إيجابا قبل أن يخبرها أن تستمر في العمل دون أن يبدي أي رد فعل، وبعد بضعة أيام، في 9 يناير 2020، أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا قالت فيه إنه “وفقًا للسلطات الصينية، يمكن أن يسبب الفيروس المعني مرضًا حادًا لدى بعض المرضى ولا ينتقل بسهولة بين الأشخاص.. هناك معلومات محدودة لتحديد المخاطر الإجمالية لهذه المجموعة المبلغ عنها”.
وروت العالمة الصينية أنها وزملاءها في أنحاء الصين ناقشوا الفيروس الغريب آنذاك، لكنها سرعان ما لاحظت تحولًا حادًا في اللهجة، وأصبح الأطباء والباحثون الذين كانوا يناقشون الفيروس علانية يصمتون حول انتشاره في مدينة ووهان، التي أصبحت فيما بعد مركز تفشي المرض، كما تم تحذير الآخرين من عدم سؤالهم عن التفاصيل، وقالوا: “لا يمكننا التحدث عن ذلك ، لكننا بحاجة إلى ارتداء الأقنعة”.
يان: مسؤول بـ”الصحة العالمية” كان على علم بوجود الفيروس ولم يفعل شيئا
وادعت العالمة الصينية أن المدير المشارك للمختبر المرتبط بمنظمة الصحة العالمية، البروفيسور مالك بيريس، كان يعرف ذلك ولكنه لم يفعل أي شيء حيال ذلك، وبيريس هو مستشار في لجنة الطوارئ للالتهاب الرئوي في منظمة الصحة العالمية والذي يبحث حالات مرضى الفيروس التاجي بسبب الالتهاب الرئوي الذي يصيبهم، وفقا لموقع منظمة الصحة العالمية، وتقول شبكة “فوكس نيوز” إنها حاولت التواصل معه للتعليق إلا أنه لم يرد.
وبالرغم من الرواية السابقة فقد نفت منظمة الصحة العالمية والصين بشدة مزاعم التستر على فيروس كورونا، كما أنكرت منظمة الصحة العالمية أن يان أو بون أو بيريس عملا بشكل مباشر في المنظمة.
وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارجريت آن هاريس، في رسالة إلكترونية للصحيفة: “البروفيسور مالك بيريس هو خبير في الأمراض المعدية وقد كان في مهام منظمة الصحة العالمية ومجموعات الخبراء – مثل العديد من الأشخاص البارزين في مجالاتهم، هذا لا يجعله أحد موظفي منظمة الصحة العالمية، ولا يمثل منظمة الصحة العالمية”.
وقالت السفارة الصينية في الولايات المتحدة لشبكة فوكس نيوز، إنها لا تعرف من هي يان وتصر على أن الصين تعاملت مع الوباء بشكل بطولي، وأن الحكومة الصينية استجابت بسرعة وفعالية لـ COVID-19 منذ اندلاعها، كما تم توثيق جميع جهودها بوضوح في الكتاب الأبيض”Fighting COVID-19: China in Action بشفافية كاملة، الحقائق تخبر الجميع.
وفي نوفمبر العام الماضي، وقبل شهر من ظهور فيروس كورونا الجديد، حاول الدكتور بي وين ليانج، أخصائي العيون بمستشفى ووهان المركزي، تحذير زملائه من انتشار فيروس كورونا الجديد، إلا أن السلطات الصينية، اتهمته بنشر الشائعات في ذلك الوقت، وبعد شهر من انتشار المرض، نشر “لي” صورة له من المستشفى، بعد إصابته بالفيروس القاتل، وروى قصته على موقع التواصل الاجتماعي الصيني “ويبو”، وفقا لموقع “بي بي سي” البريطاني.
7 حالات التقطت عدوى الفيروس من سوق مأكولات بحرية في ديسمبر الماضي
وذكر الدكتور “لي”، أنه في ديسمبر الماضي، كان يعمل في مستشفى مدينة ووهان، التي صنفت فيما بعد بنقطة الصفر لانطلاق الفيروس منها، ولاحظ 7 حالات مصابة بفيروس يعتقد أنه “سارس”، ويعتقد أنهم التقطوا الفيروس من سوق “هوانان” للمأكولات البحرية، وجرى وضعهم بالحجر الصحي بالمستشفى.
وفي 30 دجنبر، العام الماضي، أرسل “لي”، رسالة إلى زملائه الأطباء في مجموعة دردشة، يحذرهم من انتشار فيروس “كورونا سارس”، وينصحهم بارتداء ملابس واقية لتجنب العدوى، ولكنه لم يتوقع أن الفيروس الذي اكشتفه، هو فيروس كورونا جديد تماما.
وبعد 4 أيام، جرى استدعاؤه إلى مكتب الأمن العام، حيث طلب منه التوقيع على خطاب، واتهم بالتعليقات الخاطئة، ونشر الشائعات التي أزعجت النظام الاجتماعي بشدة، وجرى تحذيره رسميا، إذا واصل نشاطه غير القانوني، كما وصفته السلطات الصينية.
وروى “لي”، أنه بعد أسبوع من زيارة الشرطة له، كان يعالج امرأة مصابة بـ”الزرقة”، ولم يكن يعلم إصابتها بفيروس “كورونا الجديد”، وفي يوم 10 يناير بدأ بالسعال، ثم أصيب بالحمى، وبعدها بيومين، جرى نقله إلى المستشفى، قبل أن ينقل والديه أيضا إليها، ثم أعلنت الصين بعد إصابته بـ10 أيام، انتشار فيروس كورونا جديد، وإعلان حالة الطوارئ.
وفي نهاية شهر يناير 2020، نشر الدكتور نسخة من الرسالة على موقع “ويبو”، وشرح ما حدث، واعتذرت له السلطات المحلية، لكن هذا الاعتذار جاء متأخرا، إذ بدأ الفيروس في الانتشار بالفعل، وتوفي الطبيب بعد ذلك بمدة قصيرة.
وأصر المسؤولون في ووهان، على أن الأشخاص الذين تعاملوا مع الحيوانات المصابة بالفيروس، هم وحدهم المصابون بالعدوى، الأمر الذي أدى لإصابة “لي” بعد تجاهل المسؤولين إبلاغهم بإجراءات الحماية، وكيفية الوقاية من الفيروس.