تستعد جماعة “بوزمو”بإملشيل لإقامة “موسم الخطوبة” من جديد بعد إلغائه العام الماضي بسبب التضامن الوطني مع ضحايا زلزال الثامن من سبتمبر الذي ضرب أقاليم مختلفة بالمملكة.
محتويات
تستعد جماعة “بوزمو”بإملشيل لإقامة “موسم الخطوبة” من جديد بعد إلغائه العام الماضي بسبب التضامن الوطني مع ضحايا زلزال الثامن من سبتمبر الذي ضرب أقاليم مختلفة بالمملكة. ماهو موسم “الأكدود نسيدي حماد اوالمغني”:أكدود نسيدي حماد اوالمغني : فهو موسم ديني و عرفي ذو أبعاد اجتماعية واقتصادية و موروث ثقافي وطني يقام سنويا بمنطقة قبائل ايت حديدو بأعالي جبال الأطلس الكبير الشرقي بإملشيل ،خلال شتنبر “الأمازيغي/الفلاحي” بالتحديد بدوار “أيت عمر جماعة بوزمو”، يقام على ضريح” سيدي أحمد أولمغني”، والذي كان حسب رواية شفوية متواترة لشيوخ كبار السن في المنطقة، يتدخل في تسوية النزاعات بين القبائل، ملتزما الحياد و ملتجأ إلى التصوف كإختيار، على درب والده “سيدي المغني”.يشكل الموسم تاريخيا ملتقى لكل القبائل المتواجدة في الأطلس الكبير الشرقي والأطلس المتوسط، أيت حديدو، أيت مرغاد، أيت يحيى، أيت شخمان، أيت عطا و ايت ازدك وغيرها من القبائل.بالنسبة لتاريخ بدايته فلا وجود لمعطيات دقيقة عنه، حيث يقول الباحث والشاعر ابن المنطقة، باسو أوجبور في هذا الصدد أن “لحد الساعة لم نجد من يستطيع أن يحدد لنا تاريخ تأسيس الموسم”، مضيفا أنه تم التواصل مع باحثين من المغرب وخارجه متخصصين في الأنتربولوجيا والسوسيولوجيا، بما في ذلك الباحث النمساوي والأستاذ الجامعي في جامعة فيينا Wolfgang Kraus، الذي قام بأبحاث حول قبيلة أيت حديدو لما يزيد عن 25 سنة، غير أنه هو بدوره لم يتوصل إلى تحديد تاريخ بداية الموسم. يقول أن الثابت، بناء على ذاكرة شيوخ القبيلة، والرواية الشفوية المتداولة، أن قبيلة أيت حديدو هي التي بادرت إلى تنظيمه واتخذته مناسبة لتجديد أواصر التواصل مع القبائل المجاورة، خصوصا تلك التي لديها معها تحالف في إطار ما يسمى بفيدرالية “أيت ياف لمان”، ويرتبط ذلك أساسا بميثاق “أزرف ن تظا” أي “ميثاق السلم/الهدنة” الذي يحكمه العرف بين القبائل التي كانت متصارعة آنذاك، إذ كان الموسم يشكل مناسبة لعقد اجتماعات لممثلي القبائل والجماعات السلالية للبث في القضايا والصراعات بين بعض القبائل، ويتم البت فيها بإصدار أحكام موثقة، تارة بغرامة لفائدة الجهة المظلومة تدفعها الجهة الظالمة، وغالبا ما تكون جزافية تحت مسمى “أزرف ن إيزماز “، وتارة أخرى بالتراضي مع التزام الجهة المخطئة بعدم التكرار تحت مسمى عرفي “أزرفن أسنضو “.مضيفا أن هذا الموسم له أدوار دينية واقتصادية وتجارية وثقافية، وأنه موسم شمولي لا يمكن اختزاله في “الخطوبة أو الزواج” ، لأنه لم يكن موسما للزواج، غير أنه عُرِف بطابع الزواج .