في ما يلي الكلمة الكاملة لمحمد أوزين الأمين العام لحزب الشعبية :
مرحبا بكن و بكم جميعا في هذه الأمسية الدافئة التي تحتضنها قاعة الزعيم الوطني التاريخي محجوبي أحرضان، الذي عاش وناضل من أجل أن يكون للأصالة حضور وللوطن لغة لا تبور وحضارة عريقة منقوشة على الصخور، ومات وهو مطمئن بعد أن أدى الأمانة تاركا لنا جميعا فكرة لا تموت، نلتف حولها بقلب واحد ومتوحد: مغرب ملكي، متعدد الروافد، منفتح على حضارات العالم، مؤمن بالعيش المشترك…مغرب يستشرف المستقبل الواعد دون تنكر للماضي الخالد.
يحضر معنا في هذه اللمة الجميلة نخبة من نساء ورجال الفكر والشعر والفن والإعلام، لمشاركتنا في الحركة الشعبية الاحتفالية برأس السنة الأمازيغية 2975، التي قررها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، عيدا وطنا رسميا مؤدى عنه، استكمالا لمسار الترسيخ الفعلي من خطاب أجدير مرورا بدستور فاتح يوليوز 2011 الذي أقر الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.
فكل الشكر والامتنان لجلالة الملك، الذي نبارك له هذا العيد السعيد، متمنين لجلالته دوام موفور الصحة والسعادة وموصول المجد والسؤدد ليواصل قيادة المنجزات في مغرب إرادة ملك وشعب قادر على تحقيق المعجزات.
نوجه التهاني أيضا إلى ولي العهد المحبوب صاحب السمو الملكي مولاي الحسن، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، والى الشعب المغربي الوفي، وإلى كل أمازيغ العالم من جزر الكاناري إلى سيوا بمصر، وإلى أمازيغ العالم في كل القارات.
إن احتفالنا اليوم بالتقويم الأمازيغي، هو تصحيح لتاريخ بلادنا، الذي حاول البعض اختزاله في 12 قرنا، هو أيضا إقرار بأن المغرب أمازيغي، صمد في وجه كل الغزاة، وعانق الإسلام طوعا لا كرها، ولم يرتض غير الملكية ( تيلادت) نظاما للحكم، وضامنا للوحدة الوطنية.
فمن خلال الاحتفال بيناير، نعيد إحياء التاريخ، بطقوسه وتقاليده العريقة. إنها وسيلة للتعبير عن ارتباطنا بهذه الثقافة والحضارة العريقة، من خلال تسليط الضوء على التراث الغني المادي وغير المادي، علاوة على تعزيز القيم الإنسانية، فيناير مرادف لإحياء المعرفة (فالمعرفة تذكر والجهل نسيان كما تقول الفلسفة الإغريقية القديمة)، علاوة على الانفتاح على الآخر واحترام معتقداته، وهي قيم لا محيد عنها بالنسبة لأي تجمع بشري يسعى إلى التعايش في إطار التنوع.
أيتما، إيستما؛
عكس ما يروج له بعض دعاة التبخيس والإقصاء، فإن الأمازيغية ليست مجرد لغة، بل هي ثقافة ونمط عيش، وتعبير عن انتماء إلى حضارة عريقة بتقاليدها وطقوسها وقيمها المتوارثة جيلا بعد جيل. الأمازيغية هي وسيلة لنقل القيم، هي رمز الصمود أمام كل محاولات الإفناء.
الأمازيغية، ليست مجرد فولكلور وأهازيج ورقصات تقدم في سهرات نهاية الأسبوع، ولا تختزل في يافطات على الطرق السيارة، ولا يقف تنزيلها عند مجرد معهد، بل هي ضرورة تاريخية ومستقبلية وركن أساسي في الحفاظ على قوة أمة.
تفعيل الدسترة، يتطلب إرادة حقيقية لدى الحكومات ورصد إمكانيات ضخمة في التعليم والإدارة والقضاء والخدمات العامة، وإعادة الاعتبار للهامش في البادية والجبل. فالأمازيغية هي أيضا تنمية.
اللحظة لحظة فرح واحتفال. لكن لا يجب أن ننسى أن المسار لا يزال طويلا.
ومن منطلق الإيمان بأن “ما لا يدرك كله، لا يترك جله”، سنواصل الترافع من أجل ترسيخ مكتسبات هي لكل المغاربة جميعا، ثقتنا كبيرة في جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، الذي كان له الفضل بعد الله تعالى، في خروجنا للفرح في العلن، بعيد لم يبارح، على مدى العصور، الخيام والبيوت.
تنميرت … شكرا لكم
محتويات
في ما يلي الكلمة الكاملة لمحمد أوزين الأمين العام لحزب الشعبية :مرحبا بكن و بكم جميعا في هذه الأمسية الدافئة التي تحتضنها قاعة الزعيم الوطني التاريخي محجوبي أحرضان، الذي عاش وناضل من أجل أن يكون للأصالة حضور وللوطن لغة لا تبور وحضارة عريقة منقوشة على الصخور، ومات وهو مطمئن بعد أن أدى الأمانة تاركا لنا جميعا فكرة لا تموت، نلتف حولها بقلب واحد ومتوحد: مغرب ملكي، متعدد الروافد، منفتح على حضارات العالم، مؤمن بالعيش المشترك…مغرب يستشرف المستقبل الواعد دون تنكر للماضي الخالد.يحضر معنا في هذه اللمة الجميلة نخبة من نساء ورجال الفكر والشعر والفن والإعلام، لمشاركتنا في الحركة الشعبية الاحتفالية برأس السنة الأمازيغية 2975، التي قررها جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، عيدا وطنا رسميا مؤدى عنه، استكمالا لمسار الترسيخ الفعلي من خطاب أجدير مرورا بدستور فاتح يوليوز 2011 الذي أقر الأمازيغية لغة رسمية إلى جانب اللغة العربية.فكل الشكر والامتنان لجلالة الملك، الذي نبارك له هذا العيد السعيد، متمنين لجلالته دوام موفور الصحة والسعادة وموصول المجد والسؤدد ليواصل قيادة المنجزات في مغرب إرادة ملك وشعب قادر على تحقيق المعجزات.نوجه التهاني أيضا إلى ولي العهد المحبوب صاحب السمو الملكي مولاي الحسن، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة، والى الشعب المغربي الوفي، وإلى كل أمازيغ العالم من جزر الكاناري إلى سيوا بمصر، وإلى أمازيغ العالم في كل القارات.إن احتفالنا اليوم بالتقويم الأمازيغي، هو تصحيح لتاريخ بلادنا، الذي حاول البعض اختزاله في 12 قرنا، هو أيضا إقرار بأن المغرب أمازيغي، صمد في وجه كل الغزاة، وعانق الإسلام طوعا لا كرها، ولم يرتض غير الملكية ( تيلادت) نظاما للحكم، وضامنا للوحدة الوطنية.فمن خلال الاحتفال بيناير، نعيد إحياء التاريخ، بطقوسه وتقاليده العريقة. إنها وسيلة للتعبير عن ارتباطنا بهذه الثقافة والحضارة العريقة، من خلال تسليط الضوء على التراث الغني المادي وغير المادي، علاوة على تعزيز القيم الإنسانية، فيناير مرادف لإحياء المعرفة (فالمعرفة تذكر والجهل نسيان كما تقول الفلسفة الإغريقية القديمة)، علاوة على الانفتاح على الآخر واحترام معتقداته، وهي قيم لا محيد عنها بالنسبة لأي تجمع بشري يسعى إلى التعايش في إطار التنوع.أيتما، إيستما؛عكس ما يروج له بعض دعاة التبخيس والإقصاء، فإن الأمازيغية ليست مجرد لغة، بل هي ثقافة ونمط عيش، وتعبير عن انتماء إلى حضارة عريقة بتقاليدها وطقوسها وقيمها المتوارثة جيلا بعد جيل. الأمازيغية هي وسيلة لنقل القيم، هي رمز الصمود أمام كل محاولات الإفناء.الأمازيغية، ليست مجرد فولكلور وأهازيج ورقصات تقدم في سهرات نهاية الأسبوع، ولا تختزل في يافطات على الطرق السيارة، ولا يقف تنزيلها عند مجرد معهد، بل هي ضرورة تاريخية ومستقبلية وركن أساسي في الحفاظ على قوة أمة.تفعيل الدسترة، يتطلب إرادة حقيقية لدى الحكومات ورصد إمكانيات ضخمة في التعليم والإدارة والقضاء والخدمات العامة، وإعادة الاعتبار للهامش في البادية والجبل. فالأمازيغية هي أيضا تنمية.اللحظة لحظة فرح واحتفال. لكن لا يجب أن ننسى أن المسار لا يزال طويلا.ومن منطلق الإيمان بأن “ما لا يدرك كله، لا يترك جله”، سنواصل الترافع من أجل ترسيخ مكتسبات هي لكل المغاربة جميعا، ثقتنا كبيرة في جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، الذي كان له الفضل بعد الله تعالى، في خروجنا للفرح في العلن، بعيد لم يبارح، على مدى العصور، الخيام والبيوت.تنميرت … شكرا لكم