عبد الفتاح مصطفى/الحدث بريس.
صدعت مسامعنا ومسامع متتبعي الشأن العام بمدينة الرشيدية هذه الأيام كلمة “لبلوكاج” الذي أطلقها رئيس المجلس الترابي للرشيدية في الدورة الاستثنائية الفاشلة الأخيرة ، لكي يغطي فشله الذر يع في تنمية المدينة الهادئة ، وهو الذي كان “يشتم” و يتصارع بما في الكلمة من معنىي وكأنه في حلبة صراع بالأيدي في دورات المجلس البلدي السابق الذي كان يرئسه سيدي عمي الى حد ترك مقعده مرة ومرات ، والتوجه الى مسير الدورة الرئيس (س.ع.) وتهديده بالضرب حتى أنه كسر ذات مرة مكبر الصوت و كؤوس الماء والشاي وأقام قربلة في صفوف الأغلبية هو ومن كان معه في المعارضة البيجيدية، متسببين في جرح عدد من مستشاري الأغلبية التي رفعت دعوى ضده والتي انتهت بالحفظ ….
اليوم وهو الذي “فاز” وأغلبيته بولايتين اثنتين ، نراه يسير المجلس الجماعي للرشيدية بنكهة “العداء” لكل من لا يدور في فلكه ويظهر التشنج والحقد و الرفض لكل مقترحات المعارضة والمعارضين ، ويكيل العداء و الانتقام حتى للخارجين عن دائرة المجلس من متتبعين و ناشطين و إعلاميين الذين نالوا نصيبهم من التهديد و الشتم أمام الملأ في إحدى الاحتجاجات لعمال البلدية.. …ولولى تبصر وتدخل ناس الخير لما تطورت الأمور وانتقلت الى ردهات المحاكم …
أهكذا يتفاعل “مناضلوا” حزب المصباح مع قضايا الناس ؟؟؟ أهكذا يتم تسيير مرفق من أسمى مرافق المدينة ،الذي يحن إليه سكانه ويتطلعون الى تأهيل بطرق أرقى مما هي عليه ، أهكذا يتم التأهيل بانتقاء الأشخاص وأحيائهم دون غيرهم وكأن من يسكن قصرالسوق (الرشيدية) فقط هم “سكان ” حزب المصباح ؟؟؟؟؟ أهكذا يتفاعل المسلم مع أخوه المسلم لا يظلمه ولا يسلمه… (الحديث) …؟؟؟؟
المتتبع لشؤون بلدية الرشيدية في عهد هناوي عبد الله ، الذي بدأ يفقد “بريقه” الذي طالما تغنى وموريديه بشطحاته وخرجاته ، يتأسف لما ألت إليه مصالح المواطنين الذين لا يعرفون ما يدور في البلدية من ” نواعر و تقوليب” ، حتى أن المواطن البسيط الذي يريد مقابلة رئيس البلدية في شأن من شؤونه ، يصطدم بالغياب التام للرئيس وحتى نوابه ، فقط لأنهم يسعون الى الابتعاد عن هموم المواطنين و مشاكلهم ضاربين عرض الحائط شعارات الحملات الانتخابية …لأن الرئيس حول مقر إقامته و مكتبه من مقر البلدية “قاعة فلسطين” الى مكتب جديد مجهز بأحسن التجهيزات خارج المدينة بحي وادي الذهب داخل المحجز البلدي ، حيث لا يستقبل إلا الذين ثابروا وصابروا وأظهروا الولاء… أما سائر المواطنين فليس لهم إلا الصبر و الادعان و… .
رئيس المجلس البلدي الحالي الذي يبكي على الأطلال ويشتكي المظلومية من لبلوكاج …نسي بأن من استعمل و نهج ( لبلوكاج) هو نفسه ومند أن أصبح رئيسا للبلدية سنة 2011 … لنقول: من حرم دار الطالب من ضريبة الذبح وهي الضريبة المشرعة بظهير شريف …وعمل على تخطي هذا الأخير وضربه عرض الحائط ليحرم المستخدمين من رزقهم لسنوات ….فقط لأن مديرها هو من المعارضين للرئيس في المجلس البلدي ..؟؟؟ من فرض (لبلوكاج) على مصالح عدد من المواطنين في تركيب لوحات إشهار وحرمانهن من الرخص … دون غيرهم وحرمهم من التعريف بمهامهم …؟؟؟؟ من يفضل جمعيات على أخرى ؟؟؟ ويغدق على جمعيات موالية بعشرات الملايين …وترك أخرى (مبلوكيا) تستغيث حتى تموت فقط لأن مسيروها لم ينصاعوا لنزوات الرئيس أو أنهم محايدون…؟؟؟
خطابات رئيس المجلس البلدي كثيرا ما تتحدث عن حصيلة مجلسه الغير مسبوقة كما يدعي …لكن الواقع يكذب تلك الحصيلة … لقائل يقول : ما هي المشاريع ذات القيمة المضافة في اغناء مداخيل البلدية في عهد الرئيس الحالي ؟؟؟ والو ….
ألا يرجع الفضل للمجالس السابقة دون ذكر رؤسائها الذين شيدوا مشاريع مدرة للدخل التي تنعش ميزانية البلدية ..فجاء الرئيس الحالي ( وبلوكا ) الانجازات البلدية …، رغم أنه لا يرغب في استخلاص ضرائبها و أكريتها لأغراض انتخابوية كما هو الشأن لدكاكين السوق البلدي لواد لحمر و المارشي و مبنى المركب التجاري الذي يريد إفراغ أصحابها منه لا لشيء ، فقط لأن مقر حزب سياسي معارض يوجد بالمركب ويؤدي واجبات الكراء بانتظام …. من بنى سوق الجملة للخضر و سوق الأحد والسوق البلدي والقيساريات والمحطة الطرقية الحالية ومقهى املشيل ووو….
صحيح أن مجلس المصباح انقض على مقهى السوق البلدي لواد لحمر وفوت أرضها لعميل من عملاء الحزب ، وبنى بها ما يزيد عن ثماني دكاكين تجارية وباعها بأكثر من 400 مليون ذهبت كلها الى جيب العميل ، حارما بذلك البلدية من هذا المبلغ …صحيح كذلك أن رئيس المجلس فوت بقعة أرضية بالمحطة الطرقية في ظروف غامضة بنيت عليها عمارة من ثلاث طوابق دون موافقة المجلس . صحيح أن المجلس الحالي فوت جزء كبير من منتزه 3 مارس الذي كان يزخر بالأف أشجار الزيتون المثمر أزيد من 5 هكتارات الى صديق الحزب ليبني مقهى ومطعم و مسبح في ظروف لا يعلمها الا الرئيس وزمرته ….من فوت مقهى ومطعم السمك الجديد الذي شيد بسرعة البرق في جزء من سوق الجملة للخضر وسق الأحد ، دون معرفة ظروف الصفقة المبرمة وآلياتها …
و “لينعش” المداخيل كما بدا للرئيس حسب متتبعين ، نهج سياسة الكيل بمكيالين ففرض على مواطني الرشيدية الذين يريدون رخص البناء أو البيع ، فرض عليهم ضريبة لا حق له فيها ، وهي المعروفة بالضريبة على أراضي غير المبنية ، أراضي تابعة أصلا لأراضي الجموع وليس لأراضي البلدية . ليصبح المواطن البسيط ملزم بأداء مبلغ خيالي للحصول على رخصة البناء في مدينة نائية اقتصادها يرتكز على القطاع الثالث الذي يعتمد على المجهودات الشخصية الفردية .
وحتى لا نغالي في رسم الصورة الحقيقية لبلدية الرشيدية والتي هي في كف عفاريت وتماسيح العدالة والتنمية ، نريد أن نهمس في أذنهم و نذكرهم بالملايير التي وجدوها والتي فوتت لهم عند استلامهم تدبير الشأن العام المحلي للمدينة مند سنة 2011 الى اليوم .
فقد وجدوا ما يناهز 13 مليار سنتيم في حساب البلدية ، ثم توصلوا بأكثر من 52 مليار الى حدود سنة 2020 ، أموال خاصة للتهيئة الحضرية …لنلاحظ أن أحياء بكاملها لم تحط فيها ولو زليجة واحدة كما صرح أحدهم للجريدة ؟؟؟ …. فهل هذه المبالغ صرفت حقا في ما رصدت إليه ؟؟؟؟