أشرف وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، السيد أحمد البواري، اليوم الأربعاء، على إعطاء انطلاقة تشغيل شبكة الري المرتبطة بسد قدوسة بإقليم الرشيدية، في خطوة جديدة لدعم الفلاحة المستدامة وتعزيز الأمن المائي بالجهة.
وقد جرى هذا الحدث بحضور والي جهة درعة-تافيلالت، عامل إقليم الرشيدية، السيد السعيد زنيبر، ورئيس مجلس الجهة السيد هرو أبرو، إلى جانب عدد من المنتخبين، وممثلي الغرفة الفلاحية للجهة، وتعاونيات وجمعيات فلاحية محلية.
وقد تم خلال المناسبة تقديم عرض حول المشروع الذي يهم التهيئة الهيدروفلاحية المرتبطة بسد قدوسة، والذي يتضمن إنجاز قناة إمداد رئيسية بطول 22,6 كلم، وشبكة أنابيب توزيع بطول 127 كلم. كما أشرف الوزير على إطلاق عملية التزويد بالمياه انطلاقاً من حوض التخزين والتنظيم “العمشان”، الذي تصل سعته إلى 12 ألف متر مكعب.
ويعتبر هذا المشروع، الذي انطلقت أشغاله سنة 2018، محطة حاسمة في مسار تنمية الري وتكييف النشاط الفلاحي مع التغيرات المناخية، بما ينسجم مع التوجيهات الملكية السامية، وبرنامجي “مخطط المغرب الأخضر” و”الجيل الأخضر”. ويهدف إلى تثمين الموارد المائية السطحية والحفاظ على المياه الجوفية بفرشة مسكي-بوذنيب، في إطار تدبير تشاركي تم توقيعه سنة 2023.
وتبلغ الكلفة الإجمالية للمشروع حوالي مليار درهم، بتمويل من ميزانية الدولة بنسبة 37 في المائة، وبدعم من الوكالة الفرنسية للتنمية بنسبة 42 في المائة، وصندوق المناخ الأخضر بنسبة 21 في المائة.
وسيمكن المشروع من تعبئة ما معدله 30 مليون متر مكعب سنوياً من المياه انطلاقاً من سد قدوسة، لتأمين الري على مساحة تقدر بـ 5000 هكتار، منها 825 هكتاراً من الواحات التقليدية، و4175 هكتاراً من التوسعات الفلاحية الجماعية، مجهزة بأنظمة الري الموضعي. ويستفيد منه بشكل مباشر حوالي 16.600 نسمة، من بينهم ساكنة الواحات التقليدية بجماعة واد النعام، بالإضافة إلى 299 مشروعاً فلاحياً لفائدة ذوي الحقوق من الأراضي الجماعية، و37 مشروعاً لفائدة مستثمرين خواص. كما ساهمت الأشغال المرتبطة بالمشروع في خلق 3,6 ملايين يوم عمل.
وفي تصريح للصحافة، أكد الوزير أن المشروع يجسد التزام الوزارة بتنفيذ الرؤية الملكية لفلاحة مرنة ومستدامة، مشيراً إلى أن مكوناته تشمل إلى جانب البنيات التحتية، مواكبة الفلاحين في تبني الممارسات الفلاحية الجيدة لتقوية صمود الأنظمة الفلاحية الواحية. وتم في هذا الإطار تخصيص 30 مليون درهم لتمويل 139 مشروعاً لفائدة الشباب والتعاونيات والجمعيات المحلية، من أجل تعزيز التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالمنطقة.
كما دشن الوزير في واحة تازكارت السد التحويلي لتعبئة مياه الأحواض الوسيطة وتطعيم الفرشة الجوفية، وهو واحد من بين أربعة سدود تحويلية تم إنجازها (تازكارت، الغابة، أولاد علي، السهلي). وزار الوزير الاستغلاليات الفلاحية المرتبطة بشبكة الري الجماعي عبر 77 مأخذاً جماعياً.
وعلى مستوى واحة الطاوس بجماعة واد النعام، تم إطلاق عملية تزويد الواحة بمياه السقي بعد إعادة تهيئة بنياتها التقليدية ضمن مشروع شمل تأهيل 43 كلم من السواقي، و7,5 كلم من الخطارات، وتجهيز 7 آبار، بغلاف مالي قدره 62,74 مليون درهم.
وفي سياق متصل، أشرف الوزير أيضاً على انطلاقة التزويد بالمياه لاستغلالية فلاحية لمستثمر متخصص في إنتاج وتثمين التمور، وهو مشروع يعزز القيمة المضافة للمنتجات المحلية ويساهم في خلق فرص الشغل وتطوير الاقتصاد الفلاحي بالمنطقة.