مع قدوم فصل الربيع وارتفاع نسبة حبوب اللقاح في الهواء، لا تقتصر آثار الحساسية على حكة العينين أو انسداد الأنف فقط، بل قد تمتد لتشمل أعراضًا غير متوقعة، مثل آلام الأذن التي تداهم البعض فجأة، مثيرةً القلق والتساؤلات.
يؤكد المختصون أن هذه الآلام ليست إلا نتيجة مباشرة لتأثير الحساسية على الجسم. فعندما يصاب الأنف بالتهاب نتيجة التعرض للمسببات الموسمية كحبوب اللقاح، يحدث انسداد في قناتي استاكيوس — وهما القناتان المسؤولتان عن موازنة الضغط داخل الأذن الوسطى. هذا الانسداد يؤدي إلى تراكم السوائل والضغط، ما يسبب شعورًا بالألم أو الانسداد، يشبه ما قد يشعر به المسافرون عند صعود المرتفعات أو أثناء الطيران.
ويُعد التوقيت مؤشراً مهماً لتحديد السبب. فإذا كان ألم الأذن يظهر بشكل موسمي، ويترافق مع أعراض مثل انسداد الأنف أو العطس، فإن الحساسية تكون المتهم الأول. لكن إذا ظهرت أعراض أخرى كارتفاع الحرارة أو إفرازات من الأذن، فقد يكون الحديث عن التهاب أذني يتطلب علاجًا مختلفًا.
الوقاية والعلاج يبدأان من التحكم في مسببات الحساسية، سواء بتقليل التعرض لحبوب اللقاح والحيوانات الأليفة، أو باستخدام الأدوية المناسبة كالبخاخات الأنفية ومضادات الهيستامين. أما في الحالات المزمنة، فقد تكون الحقن المناعية حلاً طويل الأمد.
في النهاية، لا يجب الاستهانة بآلام الأذن الموسمية، فهي ليست إلا إنذارًا جديدًا من الجسم بأن الحساسية تتجاوز حدود المألوف. والوعي بهذه العلاقة قد يجنب الكثيرين دوامة التشخيص الخاطئ والعلاج غير المناسب.