الحدث بريس ـ كريمة بومرور
لا يزال الأطفال في العالم العربي يدفعون فاتورة صراع طاحن بين بلدهم الأم والعدو الخارجي، ويتحملون وطأته المدمرة، مع انهيار الخدمات الأساسية وانعدام أدنى مقومات الحياة التي خربها القصف.
وأضحى الأطفال بفعل هذه الانتكاسات مشردين، بأقدام حافية وأجسام متهالكة من البرد والحر والدموع التي لا تفارق وجوهم البريئة، نتيجة للحروب التي جعلت مستقبل جيل من البراعم الصغار معلقا بخيط رفيع.
وتفتقد المخيمات المعدة للاجئين الذين تعرضت مستوطناتهم للتدمير الشامل، أو الهاربين من تداعيات الحرب، كما هو الشأن مع الأطفال السوريين، لكل سبل العيش الكريم والبسيط الذي يعتبر واجبا في باقي بلدان العالم وليس حقا يطالب به، ولا تفوح فيها سوى رائحة البارود والقصف الجوي، لا وقود شحة ولا مواد غذائية، لاوجود سوى للأمراض الفتاكة وغالبيتها معدية.
ومن جهة أخرى، فأغلبية الأطفال يستغلون استغلالا شنيعا في الترويج للأطروحات الإنفصالية ويتم الزج بهم في مناورات عسكرية، كما يحدث في مخيمات “تندوف”، حيث تجند جبهة البوليساريو القاصرين وتدربهم على استخدام السلاح. ضاربة بعرض الحائط المعاهدات الدولية المطالبة برعاية الأطفال واستثنائهم من التجنيد العسكري أو دفعهم إلى المشاركة في الحروب المفتعلة.
ويظهر جليا أن منظمة اليونيسيف تكون أحيانا أرحم للأطفال من الحكام والمنتخبين، فالعدل أساس الحكم، والعدالة الإجتماعية ضمان السلم الإجتماعي والتعايش السلمي، حيث تحاول المنظمة جاهدة توفير التربية والتعليم لهم، باعتبارهما الوسيلة الأنجع لضمان مستقبل “الولد” أو “البنت” بهذه المخيمات، فالولد المتعلم شجرة مثمرة ولا أحد يدري على يد من منهم قد يأتي التغيير.
إن مختلف الاعتداءات المفتقرة لمفهوم الإنسانية التي تحدث في العالم عموما والوطن العربي خصوصا، ستزرع أفكارا ثورية في عقول الأطفال إن لم يوضع لها حد. فهم مجرد طين لين والحروب هي من تنحت تفاصيلهم عند الكبر.