أكبر علامة استفهام ليبية في الطبيعة : نخلة الجغبوب التي تغسل شعرها بشعاع الشمس

2

 

 


الحدث بريس : الصادق عمري علوي.

من عجائب الطبيعة ، البزوغ الاستثنائي و النمو الغير العادي المثير للدهشة والتأمل ، تلك النخلة الملتوية ، الوحيدة الفريدة ” المتبرزة كعروس ” على راحة رمال صحراء الجغبوب الليبية ، التي هي ليست نخلة “الرصافة ” ، التي تغنى بها صقر قريش عبد الرحمان الداخل ، ومزج غربتها بغربته عن الشام و بانفراده وانفرادها وبعدها وبعده عن الأوطان في قوله :

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

- الحدث بريس-

تبدَّتْ لنا وسْطَ الرُّصافة نخلةٌ

تناءتْ بأرضِ الغرب عن بلد النخلِ

فقلتُ شبيهي في التغرُّب والنوى

وطولِ الـتَّنائي عن بَنِيَّ وعن أهلي

نشأتِ بأرض أنتِ فيها غريبةٌ

فمثلُكِ في الإقصاءِ والمُنْتأى مثلي

لا ليس كذلك نريد ، بل إنها نخلة ” الفريدغا ” الكائنة بمنطقة الجغبوب الموجودة جغرافيا بين مصر وليبيا وبالتحديد
” جنوب شرق ليبيا، بمحاذاة واحة “إفريدغا”، التي تبعد عن المدنية بنحو 17 كلم .

اتخذت هذه النخلة المعمرة من ” علامة الاستفهام” شكلا لها في فضاء مترامي الأطراف من الكثبان الرملية السجنجابية ،علامة استفهام تسائل عن الحال والمآل وما قضى به الدهر مما رأته هذه النخلة العجوز لو ترى أو تنطق بما مر على ليبيا من عجائب أنواع الخطوب والمحن والأهوال مايشيب ،وما زال …

نخلة صمدت أمام تقلبات وعوادي الزمن وعزف الرياح الذي لاينقطع إلا لبعض فترات من الليل القمري ،أو البهيم الأسحم .

يعتبرها الليبيون دائما في أحاديثهم وسمرهم إحدى الألغاز المحيرة ، ضمن ثنايا أسرار وعجائب الطبيعة ، وأروع المناظر الصحراوية الخلابة على الإطلاق التي يمكن أن تراها العين . إنها أكبر علامة استفهام بارزة في الطبيعة الصحراوية الليبية .

اختلفت الآراء ” حول سبب اعوجاج هذه النخلة الليبية العجيبة؛ فالبعض يقول إنها مصابة بمرض فسيولوجي ، والبعض الآخر يرى أن سبب الاعوجاج هو التغير الدائم في اتجاه هبوب الرياح في هذه المنطقة.” وعلى الرغم من مرور السنين لازالت هذه النخلة المعمرة سامقة بجسدها الملتوي الذي لاينوي استقامة ويتعارض مع الاشكال العمودية والافقية.

فرغم ” دوامة رحلات السندباد الباين مارة عليها ” لكنها ظلت واقفة في مواجهة العواصف و الأعاصير وعوامل التعرية . يقال أن متوسط عمر هذه النخلة يبلغ مائة سنة و قد يكون عمرها 200سنة .

نخلة “الفريدغا ” يراها البعض من بعيد كأنثى تغسل شعرها بشعاع الشمس ، والبعض الآخر يتصورها كامرأة راكعة ،تتعبد لله في هذا المكان النائي عن الصخب واللغط ، وقد يذهب الخيال بعيدا في انزيحاته عند رؤيتها ليقول ربما هي تجسيد للطبيعة الملتوية في ليبيا ، والتي تريد أن تثبت أن الزمن التاريخي لهذه النخلة يسير بشكل لولبي لايحيد عنه قيد أنملة!

على أي، يبقى لعقل وخيال الانسان حرية سيرورة إنتاج العلامات والأيقونات ، حول عالم شجرة النخيل لكن الشيء المهم أن نحافظ على فرادة مواطن الجمال الطبيعي في بيئتنا …

2 تعليقات
  1. علي يقول

    جميل

  2. Muhannad Ahmed Obeidi يقول

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    اخوان من يعرف صاحب حقوق النشر لهذه الصورة. نا بروفسور في احدى الجامعات واحب ان استخدم هذه الصورة لنشرها في احد بحوثي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.