جددت كل من الولايات المتحدة وفرنسا، أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، تأكيد “دعمهما التاريخي والواضح والثابت” للمخطط المغربي للحكم الذاتي. باعتباره مقاربة “جادة وذات مصداقية وواقعية” من أجل الطي النهائي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وقال السفير الممثل الدائم لفرنسا لدى الأمم المتحدة، نيكولا دو ريفيير، أمس الاثنين، “أذك ر بدعم فرنسا التاريخي والواضح والثابت للمخطط المغربي للحكم الذاتي. هذا المخطط مطروح على الطاولة منذ سنة 2007. وقد حان الوقت الآن للمضي قدما”، وذلك عقب تصويت بلاده لصالح القرار رقم 2703 الذي قرر مجلس الأمن بموجبه تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام واحد.
ويكرس هذا القرار، مرة أخرى، سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي، لطي النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وأشار دو ريفيير إلى أن “فرنسا تشيد باعتماد هذا القرار الذي يمدد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام واحد”، مذكرا بدعم بلاده “التام” لجهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة “بهدف استئناف عملية الموائد المستديرة”.
وأضاف الدبلوماسي أن فرنسا “تشجع جميع الأطراف على الانخراط بهدف التوصل إلى حل عملي وواقعي ودائم وقائم على التوافق”.
وبعد أن نوه بعمل المينورسو التي “تضطلع بدور رئيسي في استقرار المنطقة وتساهم في توفير شروط استئناف المشاورات السياسية”، ذك ر الدبلوماسي الفرنسي بقلق بلاده إزاء انتهاكات وقف إطلاق النار.
وفي رسالة واضحة لميليشيات “البوليساريو”، التي استنكر الأمين العام للأمم المتحدة في تقريره الأخير انتهاكاتها والعراقيل التي تفرضها، دعا السفير الفرنسي “المسؤولين عن هذه الانتهاكات إلى الالتزام الكامل باتفاق وقف إطلاق النار من أجل تيسير مواصلة العملية السياسية”.
وانتقد الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بشدة، في تقريره السنوي الأخير إلى مجلس الأمن حول الصحراء، انتهاكات “البوليساريو” والعراقيل المستمرة التي تفرضها على حرية التنقل والأنشطة العملياتية واللوجستية للمينورسو.
وأدان غوتيريش القيود التي تفرضها “البوليساريو” والتي تمنع البعثة الأممية من ضمان استمرارية سلسلة الخدمات اللوجستية وتأمين الإمدادات لمواقع فرقها، محذرا من أن هذه العراقيل تهدد بشكل مباشر قدرة المينورسو على الحفاظ على وجودها الميداني.
وفي ذات السياق، أكدت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس غرينفيلد، في مداخلة عقب تصويت أعضاء مجلس الأمن، يوم الاثنين، على القرار 2703 الذي يجدد ولاية المينورسو حتى 31 أكتوبر 2024، دعم الولايات المتحدة للمخطط المغربي للحكم الذاتي الذي يعد جادا وذا مصداقية وواقعيا.
وأعربت الدبلوماسية عن سعادة الولايات المتحدة “بتجديد مجلس الأمن تأكيد دعمه للمبعوث الشخصي ستافان دي ميستورا والمينورسو من خلال اعتماد هذا القرار”.
وأشارت إلى أن مجلس الأمن “بعث برسالة واضحة مفادها أن علينا تكثيف الجهود للمضي قدما، دون مزيد من التأخير، نحو تسوية دائمة” لقضية الصحراء.
وقالت: “ندعو، مجددا، جميع الأطراف إلى الانخراط في الحوار بحسن نية مع المبعوث الشخصي والعمل من أجل التوصل إلى حل سياسي دائم”.
وفي تحذير لميليشيات “البوليساريو” الانفصالية المسلحة، أبرزت الدبلوماسية الأمريكية ضرورة احترام حرية حركة المينورسو والحفاظ على سلسلة لوجستية وإمدادات آمنة ومنتظمة لمواقع فرقها.
وقرر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، يوم الاثنين، تمديد ولاية بعثة المينورسو لمدة عام، مجددا تكريس سمو المبادرة المغربية للحكم الذاتي من أجل طي النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
وجددت الهيئة التنفيذية للأمم المتحدة، في هذا القرار الجديد، تأكيد دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي، التي قدمها المغرب في سنة 2007، باعتبارها أساسا جادا وذا مصداقية من شأنه وضع حد لهذا النزاع، كما تنص على ذلك قرارات مجلس الأمن.