هذا النوع من الزواج عرفته الشعوب القديمة والى حدود الثمانينات من القرن العشرين كان متداولا في منطقة زمور وبعض قبائل الأطلس المتوسط .
وما يميز هذا النوع من الزواج هو ان الرجل يكتفي بذكوريته فقط (ميخسر حتى ريال ) فحتى صداق الزوجة يصرف عملا لدى أهلها لمدة زمنية معينة سنة او اكثر وقد تصل الى خمس مواسم فلاحية ….
ويسمى هذا الزوج ب أمزال (زمور )وامحارس عند قبائل زيان وهو شخص لا يتوفر على القدرة المادية لتحمل اعباء الزواج أما لوضعه الاجتماعي او لعدم امتلاكه لاراضي زراعية او فشله في تنمية موارده المادية لعدم اتقانه لحرفة او فشله في مجال الزراعة وتربية المواشي .وفي بعض الحالات يتعلق الأمر بشخص غريب عن القبيلة لا أرض ولا اهل له .
في هذا الزواج تصبح الزوجة طوق نجاة لهذا الزوج لأن الاقتران بها يعني التوفر على مسكن وعائلة ووسائل العمل والانتاج دواب وخيول للتنقل بل قد يتحول مع مرور المدة الى صفقة ناجحة للغنى والرقي الاجتماعي خاصة اذا كان أهلها ميسوري الحال لامتلاكهم لاراضي و مواشي ..وقدرة الزوج على الوصول لزمام التسيير والتدبير .
النبي موسى تزوج بنت شعيب بهذا الشكل من الزواج اذ كان صداقها استئجاره للعمل في رعي ماشية أهلها لثمانية اعوام اذ جاء في القرآن الكريم :”قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَىٰ أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ ۖ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْرًا فَمِنْ عِندِكَ ۖ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ ۚ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّالِحِينَ”
لا يهمني النبش في هذا النوع من الزواج بقدر ما أريد ان اربط بينه وبين ظاهرة نزوع العديد من الرجال نحو البحث عن زوجات ميسورات الحال ماديا اما لراتبها الضخم او لوضعها المادي والاجتماعي المويسر (شركات ..املاك ..مشاريع … سيارات للتنقل …)
وهكذا فعوض ان يكون الزوج هو من يتحمل عبء تكوين اسرة وتحمل اعبائها من إعداد مسكن و السهر على توفير ضروريات العيش يتحول في هكذا زواج الى رجل يبحث عن امرأة ذهبية (دجاجة بكامونها ) تقيه شر الحياة وتكون بمثابة طوق نجاة تنتشله من براثين الفقر والبؤس الاجتماعي وتعوض فشله في تنمية وضعه المادي والاجتماعي ..طبعا في هذه الحالة كل المواصفات الأخرى الكلاسيكية كالجمال والسن والاخلاق ….غير جديرة بالاعتبار .
لذلك فالزواج من امرأة من اجل راتبها او منزلها او املاكهاومشاريعها في مقابل الجانب الذكوري للرجل فقط يعتبر عودة الى نظام زواج المؤاجرة .
ليس من السخرية امام تنامي هذا النوع من الزواج ان يبادر المشرع الى تنظيمه قانونيا بمقتضى التعديل المرتقب للمدونة لخصوصية الالتزامات والواجبات المتبادلة بين الزوجين .