الحدث بريس : وكالات
قامت إسرائيل بفرض حجر صحي تام للمرة الثانية ابتداء من الجمعة ولمدة ثلاثة أسابيع لاحتواء تفشي وباء كوفيد-19 والحيلولة دون ظهور موجة إصابات ثانية. وتعد إسرائيل الدولة الأولى في العام التي اتخذت هذا الإجراء الصحي، الذي يأتي غداة تسجيل البلاد 5238 حالة جديدة، ليصل عدد المرضى إلى 176933. من جهته، هدد رئيس الحكومة بنايمين نتانياهو بمزيد من التدابير، قائلا “إذا احتاج الأمر، قد نضطر إلى التشديد أكثر”.
فرضت الحكومة الإسرائيلية الجمعة ولمدة ثلاثة أسابيع إغلاقا صحيا شاملا للمرة الثانية للحيلولة دون تنامي فيروس كورونا المستجد. ويأتي هذا بعدما سجلت البلاد أعلى معدل إصابة في الأسبوعين الماضيين.
وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس عن زيادة مقلقة في أعداد الإصابات قائلا “في اليومين الماضيين كان هناك ازدياد في عدد الإصابات وخصوصا تلك الخطيرة”، مضيفا “إذا احتاج الأمر، قد نضطر إلى التشديد أكثر”.
وفُرض الإغلاق بدءا من الساعة الثانية بعد ظهر الجمعة وذلك قبل ساعات من بدء رأس السنة اليهودية، وسيتواصل لثلاثة أسابيع ليشمل عيدي الغفران “كيبور” والعرش أو المظلة “سوكوت” اليهوديين.
وأعلنت وزارة الصحة تسجيل 5238 إصابة جديدة الخميس، مشيرة إلى أن عدد مرضى فيروس كورونا المستجد في البلد الذي يعد تسعة ملايين نسمة بلغ 176,933 حتى صباح الجمعة بينهم 1169 وفاة.
“نحن لا نغلق بلدًا بهذه الطريقة”
وسجلت إسرائيل ثاني أعلى حصيلة إصابات بفيروس كورونا المستجد نسبة لعدد السكان بعد البحرين، وفقًا لإحصاءات وكالة أنباء فرنسية خلال الأسبوعين الماضيين.
ولاقت الحكومة إشادات لتعاملها مع الوباء في مارس الماضي، وتنفيذها إجراءات سريعة بما في ذلك الإغلاق الصارم.
لكن هذه المرة أعرب العديد من الإسرائيليين عن إحباطهم من سوء إدارة الحكومة للأزمة الصحية في الأشهر الأخيرة.
ونشرت صحيفة الأكثر انتشارا الجمعة مقابلات مع أطباء وخبراء اقتصاد ومعلمين جميعهم يعارضون الإغلاق ويقولون “نحن لا نغلق بلدًا بهذه الطريقة”.
وقال إيريز برينباوم، مدير مستشفى أسوتا في مدينة أسدود الساحلية جنوب البلاد إن “عدم وضوح التعليمات سيؤدي إلى الاستخفاف بها بين الإسرائيليين”.
وفي الإغلاق الأول سمحت السلطات الإسرائيلية للسكان بالتحرك مسافة مئة متر، وعشية الإغلاق سمحت بالتحرك مسافة 500 متر. وبعد جلسة صاخبة مطولة في الكنيست الخميس، سمح بموجب الإجراءات الجديدة للسكان بالخروج من مكان السكن إلى الحيز العام في نطاق 1000 متر فقط.
ويسمح باجتياز مسافة الألف متر بشكل استثنائي للأشخاص الذين ينوون التوجه لشراء الأدوية والطعام أو حضور جنازة.
نتانياهو “إذا ساء الوضع الصحي نغلق الاقتصاد، وإذا تحسن نفتحه”
ومطلع الشهر الجاري، فرض إغلاق ليلي على نحو 40 مدينة سجّل فيها أعلى معدّل إصابات بينما تم إغلاق معظم مدارسها، إضافةً إلى تقييد التجمّعات في محاولة لاحتواء الفيروس. لكن التجربة لم تنجح في الحد من تفشيه. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الخميس إن “الحكومة لم يكن لديها خيار آخر”.
وأفاد في خطاب متلفز “رفع النظام الصحي “الراية الحمراء” مؤكدا “علينا بذل كل ما في وسعنا لتحقيق التوازن بين الاحتياجات الصحية واحتياجات الاقتصاد”.
وأضاف أن بلاده تحاول اتباع سياسة مرنة للموازنة بين المتطلبات الاقتصادية والصحية قائلا “إذا ساء الوضع الصحي نغلق الاقتصاد، وإذا تحسن نفتحه”.
وتابع “في اليومين الماضيين كان هناك ازدياد في عدد الإصابات وخصوصا في تلك الخطيرة”، موضحا “وإذا احتاج الأمر، قد نضطر إلى التشديد أكثر”.
وواجه نتانياهو أسابيع من الاحتجاجات مؤخرا ضد قيادته وتظاهر مئات الإسرائيليين الخميس في تل أبيب ضد الإغلاق الثاني.
وقالت يائيل البالغة 60 عاما، وهي موظفة سابقة في مكتب للهندسة خسرت عملها بسبب الأزمة إن الإغلاق لا يبشر بالخير.
وتابعت “الاقتصاد يتهاوى والناس يخسرون وظائفهم، وهم مكتئبون. من أجل ماذا؟ لا شيء”.
” خطوة “عدائية للغاية ومدمرة للاقتصاد”
وانتقد زعيم المعارضة يائير لابيد الإغلاق. وصرح لوكالة الأنباء الفرنسية في وقت سابق من الأسبوع بأن الحكومة أخفقت في إدارة أزمة كوفيد-19، معتبرا أن هذه الخطوة “عدائية للغاية ومدمرة للاقتصاد وليست مفيدة لوقف انتشار الفيروس”.
وفرضت إسرائيل منذ ليل الخميس وحتى منتصف ليلة الأحد الاثنين المقبلة إغلاقا أمنيا شاملا على الضفة الغربية. كما أغلقت المعابر مع قطاع غزة.
ولن يسمح إلا للحالات الإنسانية والطبية بدخول إسرائيل، وذلك بعد الحصول على تصريح خاص من “كوغات”، وهو مكتب التنسيق الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية التابع لوزارة الدفاع الاسرائيلية.
وعادة تغص المعابد أو الكنائس اليهودية في الأعياد اليهودية بالمصلين، لكن العدد بات محدودًا، ومقيدا بحسب المساحة.
ولأول مرة قررت السلطات الإبقاء على الكنائس الكبيرة في القدس مغلقة خلال الاحتفال بالعام اليهودي الجديد.