لا يفتأ الملياردير الأمريكي، إيلون ماسك، الذي تحظى إنجازاته في عالم الأعمال بالتقدير – من خلال شركاته المتعددة في صناعات السيارات الكهربائية و الفضاء و الذكاء الإصطناعي-عن إثارة الجدل في الولايات المتحدة و خارجها.
إذ يرى الملاحظون أن مواقفه الأخيرة تشير إلى “تحول سياسي” يتأكد مع توالي الإستحقاقات والأحداث التي يعر فها المشهد الأمريكي والدولي.
من خلال الشبكة الاجتماعية المؤثرة “X” (تويتر سابقا) ، التي اقتناها سنة في صفقة قيمتها 44 مليون ار، عبر مالك “تسلا” et “سبيس إكس” عن مواقف فاجأت الأوساط السياسية والإعلامية، التي كانت تعتقد بالتقدمية “المفترضة” لماسك وتمسكه بـ “القيم ” الليبرالية في الاقتصاد ولكن أيضا على المستوى الاجتماعي.
وبعد أن كان في السابق من أشد المؤيدين للرئيس الديمقراطي أوباما ووزيرة خارجيته السابقة والمرشحة غي ر المحظوظة خلال رئاسيات عام 2016, هيلاري كلينتون، خلق رجل الأعمال المفاجأة بتقديم دعمه الكامل للمرشح الجمهوري اللاقتراع الرئاسي المقرر ف ي نونبر المقبل، دونالد ترامب. بل وذهب إلى حد تقديم وعد، وفقا لـ(وول ستريت جورنال)، بتخصيص مليون دولار شهريا لحملة الملياردير النيويو ركي.
في منشور على حسابه في منصة “X”، بعد دقائق قليلة فقط من محاولة اغتيال الرئيس الأمريكي السابق خلال ت جمع انتخابي في ولاية بنسلفانيا منتصف يوليوز الماضي، كتب ماسك: “أنا أؤيد بشكل كلي الرئيس ترامب”.
بالنسبة للملاحظين، يعد هذا القرار إيذانا بنهاية مرحلة الود بين إيلون ماسك والحزب الديمقراطي، “الذي ينعط ف نحو اليسار”. ويشير هذا الموقف أيضا، بحسب بعض الخبراء، إلى دعم أكثر جلاء لليمين والمعسكر المحافظ داخل الحزب الجم هوري.
يعتبر الصحافي جيك لاهات، في مقال نشره موقع “بيزنس إنسايدر”، أن “ميل الرئيس التنفيذي لشركة تسلا اليم ين يعد في الواقع تتويجا لتحول كان يتبلور منذ عقود”، مسجلا أن ماسك، الذي وصف ترشيح ترامب لتمثيل الحزب الجمهوري في انتخابات 2016 بـ”الم حرج”، يتخذ الآن موقفا مغايرا تماما، والدليل على ذلك التبرعات الأخيرة التي خصصها بأكملها لقضايا ومرشحين جمهوريين.
من جانبها، أبرزت صحيفة (نيويورك تايمز) في مقال، أن “أغنى رجل في العالم، الذي كان سابقا من المشككين ف ي دونالد ترامب، يقدم له الآن دعمه” من أجل عودته إلى أعلى سلطة في الولايات المتحدة، معتبرة أن ماسك انتقل من “مؤيد مثالي” للديمقراطيين إل ى كونه حليفا قويا لترامب ومدافعا عن القيم المحافظة.
وتلاحظ الصحيفة أن “ماسك تحول إلى شخصية في السباق الرئاسي”، إذ تستهدفه انتقادات حملة بايد ن فيما يحتفي به مستشارو ترامب، مضيفة أن التوافق الضمني بين ماسك والتقدميين في إدارة بايدن تعثر بشأن قضايا الهجرة وإدارة التضخم والإنفاق العام.
داخل أوساط الجمهوريين، يتم الاحتفاء بـ”التحول الإيديولوجي” لرجل الأعمال الذي يتوفر على مليون مشترك في من صة “X” ، الذي سيمكنه من مساعدة الحزب الجمهوري على استعادة بريق صورته والعودة إلى البيت الأبيض في نونبر المقبل، وذلك في مواجهة مرشحة الديمقراطية، نائبة الرئيس كامالا هاريس.
لا يقتصر الانخراط السياسي لإيلون ماسك على الساحة السياسية الأمريكية. فقد أثار مؤسس شركة “سبيس إكس” ضجة في كاراكاس بعد وجه سهام النقد “للدكتاتور” الفنزويلي، نيكو لاس مادورو، لرفضه الإقرار بالهزيمة في الانتخابات الرئاسية أمام مرشح المعارضة، إدموندو غونزاليس. Il s’agit d’un “X”.
تم اتخاذ قرار مماثل في البرازيل ضد الشبكة، بعد أن “رفضت” الامتثال لأوامر المحكمة البرازيلية بسبب مخاوف ق بانتشار التضليل الإعلامي السياسي.
في إشارة إلى القاضي ألكسندر دي مورايس، الذي يقف وراء قرار تعليق شبكة “X” في البرازيل، علق ماسك قا ئلا إن “حرية التعبير هي أساس الديمقراطية، وفي البرازيل، يقوم قاض زائف غير منتخب بتدميرها لدوافع سياسية”.
أثار إيلون ماسك كذلك حفيظة السلطات البريطانية، بعد التعليقات التي اعتبرت “غير مبررة” بشأن أعمال الشغب خيرة التي ارتكبها اليمين المتطرف في البلاد. وكان مؤسس شركة “تسلا” كتب على حسابه في “X”، أن “الحرب الأهلية أمر لا مفر منه” في المملكة المتحدة.
وبرأي العديد من المراقبين، فإن المواقف الجديدة للملياردير الأمريكي باتت تكتسب مزيدا من الزخم، لاسيما وأنه يهيمن , من خلال شبكته “X” , على منبر سياسي ما فتئ نفوذه يتعاظم.