تمكن فريق من الباحثين في جامعة تشجيانغ بالصين من تحقيق تقدم مذهل في مجال تقنيات العرض، من خلال تطوير شاشة LED بحجم بكسل يصل إلى 90 نانومتر فقط، وهو حجم أصغر من الفيروسات.
يُعد هذا الابتكار خطوة هامة نحو تحسين تقنيات العرض على المستوى النانوي، مما قد يمهد الطريق لعدد من التطبيقات المستقبلية في مجالات مثل النظارات الذكية والواقع المعزز.
هذه التقنية الجديدة لا تركز على إنتاج شاشات أصغر حجمًا أو أكثر نحافة، بل على تطوير تقنيات عرض متقدمة يمكنها إحداث ثورة في طريقة عرض المعلومات على مستوى الجزيئات.
الابتكار الرئيسي في هذا المشروع يكمن. في استخدام مادة البيروفسكايت، وهي مادة تتكون من الكالسيوم والتيتانيوم والأكسجين في ترتيب بلوري.
تم تعديل هذه المادة لتصبح موصلة جيدة للكهرباء أو لإصدار الضوء، ما يجعلها مثالية للاستخدام في الشاشات النانوية.
يعكس هذا التوجه تقنيًا إمكانية استخدام هذه المادة في تصنيع شاشات عرض أكثر فعالية وكفاءة من حيث الحجم والأداء.
مع ذلك ، لا تخلو هذه التقنية من التحديات. و أحد أبرز التحديات التي تواجه هذه الشاشات هو الاستقرار عند التعرض للرطوبة أو الأكسجين، ما يحد من عمرها الافتراضي مقارنة بالتقنيات التقليدية.
حاليًا، يتراوح عمر شاشات PeLED بين مئات وآلاف الساعات، وهو أقل بكثير من شاشات LED العادية، التي تتمتع بعمر أطول بكثير.
و يسعى الباحثون إلى تجاوز هذه الصعوبات عبر تحسين الخصائص الكيميائية لهذه المادة وتطوير تقنيات أكثر دقة في إظهار الضوء بشكل أكثر كفاءة، مثل توجيه الضوء بشكل صحيح نحو الأمام بدلاً من الجوانب.
على الرغم من هذه التحديات، يحمل هذا الابتكار إمكانيات كبيرة في المستقبل، حيث يمكن أن يتم دمج هذه الشاشات في العديد من التطبيقات المتطورة.
من المتوقع أن تساهم هذه التقنية في تطوير أجهزة عرض أكثر نحافة وأقل تكلفة، مع توفير عمر أطول للبطاريات.
كما يمكن أن تُدمج هذه الشاشات في الأجهزة الذكية لتشمل ميزات متقدمة مثل التحقق من بصمات الأصابع، استشعار معدل ضربات القلب، واكتشاف الضوء، ما قد يفتح المجال لعدد كبير من التطبيقات في المستقبل.
في ضوء هذه التحسينات، من المتوقع أن تشهد تقنيات العرض تحولًا كبيرًا، قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في أساليب تفاعلنا مع الأجهزة الرقمية في المستقبل القريب.