يواجه المشغل التاريخي اتصالات المغرب تحديات غير مسبوقة في سوق الاتصالات الوطنية، في ظل تراجع متواصل لحصصه السوقية لصالح منافسيه “أورنج” و”إنوي”.
وتأتي هذه المؤشرات السلبية في وقت بدأت فيه الإدارة الجديدة، بقيادة الوزير السابق محمد بنشعبون، مهامها وسط رهانات كبرى لاستعادة موقع الريادة.
فقد تراجعت حصة “اتصالات المغرب” في سوق الهاتف المحمول حسب البيانات الصادرة عن الوكالة الوطنية لتقنية المواصلات إلى 32.6% بنهاية مارس 2025، مقابل 34.9% قبل عام، لتتراجع إلى المركز الثالث خلف “أورنج” (34.1%) و”إنوي” (33.2%).
وتواصل الحصة السوقية للشركة الانخفاض في قطاع الإنترنيت ، لتستقر عند 30.4%، مقارنة بـ33% في الفترة نفسها من 2024. أما في خدمة FTTH (الإنترنت بالألياف البصرية)، فقد فقدت الشركة جزءاً من هيمنتها، بتراجع حصتها إلى 50.3%.
وسجلت اتصالات المغرب رغم هذه المؤشرات السلبية أداءً إيجابياً في سوق الإنترنت ADSL، حيث ارتفعت حصتها بشكل لافت إلى 45.6%، مقابل 33% العام الماضي، في خطوة تعكس قدرة الشركة على المنافسة عند توفر عرض موجه بفعالية.
وعلى صعيد الهاتف الثابت، فبالرغم من احتفاظها بالصدارة بنسبة 52.7%، فإن هذا الرقم يمثل تراجعاً عن مستوى 59.2% المسجل في 2024، في وقت ارتفعت فيه حصة “أورنج” بشكل ملحوظ.
وتتطلب التحديات التي تنتظر محمد بنشعبون إعادة صياغة شاملة لسياسات التسويق والتوزيع، وتعزيز تجربة الزبون، مع ضرورة تسريع التحول الرقمي والاستثمار في الشبكات الجديدة لمواجهة منافسة شرسة في سوق بات أكثر نضجًا وتنوعًا.