عقد وزراء خارجية اليابان، وكوريا الجنوبية، والصين اجتماعًا ثلاثيًا في العاصمة اليابانية طوكيو يوم السبت.
الاجتماع جاء في وقت حرج، حيث تتزايد حالة عدم اليقين الجيوسياسي على الساحة الدولية، وتُعَزَّز الحاجة إلى مواقف منسقة بشأن القضايا الأمنية والاقتصادية الإقليمية.
وقد ضم الاجتماع كلًا من وزير الخارجية الياباني، تاكيشي إيوايا، ونظيره الكوري الجنوبي، تشو تاي يول، ووزير الخارجية الصيني، وانغ يي. وأكدوا خلال محادثاتهم على أهمية تعزيز التعاون بين البلدان الثلاثة في العديد من المجالات، بما في ذلك الاقتصاد والأمن، في ظل الظروف الدولية المعقدة.
وفي تصريح له بعد الاجتماع، قال وزير الخارجية الياباني تاكيشي إيوايا: “أجرينا تبادلًا صريحًا لوجهات النظر حول التعاون الثلاثي والشؤون الدولية والإقليمية من منظور واسع، وأكدنا على تعزيز التعاون في المستقبل”.
وأشار إيوايا إلى أن الاجتماع كان فرصة لتنسيق المواقف بين الدول الثلاث فيما يخص القضايا الاقتصادية والأمنية، لاسيما في ظل المتغيرات الدولية الكبيرة، بما في ذلك التطورات في التجارة العالمية والأمن الإقليمي، عقب عودة الرئيس الأمريكي إلى البيت الأبيض.
ويُتوقع أن يتم تسليط الضوء على مجموعة من القضايا الحساسة في القمة الثلاثية المقبلة، بما في ذلك التعامل مع التحديات الأمنية المتعلقة بتطوير الأسلحة النووية والصاروخية، بالإضافة إلى حرب روسيا ضد أوكرانيا. كما سيتم التطرق إلى تعزيز التبادلات الشعبية بين الدول الثلاث في إطار تعزيز التفاهم المتبادل.
من جانبه، عبر وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، عن استعداد الصين لبناء علاقات تعاون ثلاثية أعمق، مشيرًا إلى أن الصين “ستواصل استكشاف إمكانيات التعاون مع اليابان وكوريا الجنوبية”. في حين أكد الوزير الكوري الجنوبي، تشو تاي يول، أهمية تعزيز التعاون في مواجهة التحديات المشتركة.
وتأتي هذه المحادثات بعد تحسن ملحوظ في علاقات اليابان مع كل من الصين وكوريا الجنوبية، رغم استمرار بعض النزاعات التاريخية والقضايا المتعلقة بالأراضي. وكان آخر اجتماع ثلاثي للوزراء قد عُقد في مدينة بوسان الكورية الجنوبية في نوفمبر من العام 2023.
وفي ختام الاجتماع، أعرب وزراء الخارجية عن أهمية التعاون “الموجه نحو المستقبل” والذي يحقق مصلحة الدول الثلاث ويساهم في تعزيز السلام والازدهار في المنطقة والمجتمع الدولي.
ورغم أن الوزراء الثلاثة سيعقدون مؤتمرًا صحفيًا للإعلان عن نتائج الاجتماع، إلا أنهم لن يصدروا وثيقة ختامية مشتركة، وفقًا لما أشار إليه وزير الخارجية الياباني.
إن تعزيز التعاون بين هذه الدول الكبرى في شرق آسيا يعتبر خطوة هامة نحو مواجهة التحديات الإقليمية والعالمية الراهنة، كما يعكس رغبة اليابان وكوريا الجنوبية والصين في بناء علاقات مستقرة ومتينة على المدى الطويل.