شهدت الولايات المتحدة وعدد من العواصم الأوروبية، السبت، موجة احتجاجات ضخمة ضد سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في يوم وصفه منظموه بأنه “صرخة غضب شعبية” للمطالبة بعزله ووقف “تقويض الديمقراطية”.
وشارك في التظاهرات عشرات الآلاف، بحسب تقديرات أولية، في أكثر من 1200 مظاهرة تم تنظيمها في مختلف الولايات الأمريكية الخمسين، بالإضافة إلى كندا والمكسيك وعدة مدن أوروبية.
وفي العاصمة واشنطن، احتشد آلاف المتظاهرين عند نصب واشنطن التذكاري القريب من البيت الأبيض، رافعين لافتات كتب عليها: “ارفعوا أيديكم عن الديمقراطية”، و”أوقفوا الانقلاب”، و”أرسلوا ماسك إلى المريخ!”، في إشارة إلى إيلون ماسك، مستشار ترامب المقرب ورئيس شركة تسلا.
كما شهدت مدينة نيويورك مظاهرة ضخمة في حديقة براينت، حيث ردد المحتجون هتافات مناوئة لترامب ومساعديه، ورفعوا لافتات مثل: “افصلوا إيلون”، و”أنا أستطيع كتابة هذا فقط لأن وزارة التعليم كانت موجودة سابقًا”، في انتقاد لسياسات ترامب التي طالت مؤسسات حيوية أبرزها وزارة التعليم، التي أغلقها مؤخرًا ضمن حملة “إعادة هيكلة الحكومة”.
وتنوّعت الشعارات بين مطالب بحماية الدستور، وتحذيرات من انهيار المؤسسات، وصولًا إلى مطالب بإرسال الملياردير ماسك إلى كوكب المريخ، تعبيرًا عن الغضب من تدخله في إدارة الدولة.
وفي مشهد رمزي يعكس تعددية الرسائل، شوهدت أعلام أوكرانيا مرفوعة إلى جانب الكوفية الفلسطينية ولافتات كُتب عليها “حرروا فلسطين”، ما أضفى على التظاهرات بُعدًا إنسانيًا ودوليًا.
من جانبها، عبّرت تيري كلاين، عالمة الطب الحيوي المتقاعدة من نيوجيرسي، عن إحباطها قائلة: “جئت للاحتجاج على كل شيء، من الهجرة إلى الرسوم الجمركية والتعليم.. مؤسساتنا كلها تتعرض للهجوم”.
وفي تعبير مؤثر عن مخاوف كبار السن، قالت المتظاهرة ليندا فالكاو، البالغة من العمر 64 عامًا، أمام الحشد: “أنا أحب أمريكا حقًا، وقلبي محطم. أحتاج إلى مالي. أريد إعاناتي!”، فردد الحشد من حولها: “هذه أموالنا!”.
يأتي هذا الحراك الشعبي في ظل تحذيرات متزايدة من شخصيات سياسية وخبراء قانونيين من خطورة التغييرات التي يجريها ترامب عبر الأوامر التنفيذية، والتي شملت إقالة آلاف الموظفين الفيدراليين، وسط تراجع الرقابة على مؤسسات الدولة.
ووفق وكالة “رويترز”، فإن ما يقرب من 150 جماعة ناشطة شاركت في تنظيم هذا اليوم الاحتجاجي، مع تقديرات ببلوغ عدد المشاركين 250 ألفًا على مستوى البلاد.
وبينما لا تزال الأرقام الدقيقة غير واضحة بسبب ضخامة الحدث، فإن الرسالة التي بعث بها الشارع الأمريكي ومعارضو ترامب كانت واضحة: “لا للدكتاتورية المقنّعة، نعم للديمقراطية والمؤسسات”.