ألقت السلطات في جنوب أفريقيا، يوم 13 نوفمبر 2024، القبض على داني جوردان، رئيس الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم، في واحدة من أبرز قضايا الفساد المالي التي تطال شخصية رياضية بارزة على مستوى البلاد. يواجه جوردان اتهامات باستغلال أموال الاتحاد لأغراض شخصية واختلاس ميزانيات مخصصة لأنشطة كرة القدم لصالح استخدامات خاصة.
تفاصيل القضية
بحسب ما أعلنته السلطات، تتعلق التهم بجوردان ومساعده المدير المالي للاتحاد جروني هلونيو، حيث تبيّن أنهما أنفقا ما يقارب 1.3 مليون راند (ما يعادل 3.5 مليون جنيه مصري) من أموال الاتحاد دون إذن أو موافقة رسمية. وتشمل الادعاءات استخدام جزء من هذه الأموال لتعيين شركة أمنية خاصة بهدف تأمين حماية شخصية لجوردان، إضافة إلى التعاقد مع شركة علاقات عامة دون تفويض من مجلس إدارة الاتحاد.
تحقيقات ومصادرات
بدأت التحقيقات حول هذه التجاوزات في مارس 2024، حين قامت وحدة التحقيق في الجرائم التجارية الخطيرة بحملة تفتيش واسعة في مكاتب الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم. خلال هذه العملية، صادرت السلطات عددًا من الملفات والأدوات الإلكترونية التي يُشتبه بأنها تحتوي على أدلة مرتبطة بالقضية، مما أدى إلى إصدار أوامر اعتقال بحق جوردان، ومساعده هلونيو، ورجل أعمال آخر يبلغ من العمر 46 عامًا، يعتقد بضلوعه في عمليات غير قانونية متعلقة بالقضية.
رفض محاولات منع الاعتقال
حاول جوردان تجنب الاعتقال بتقديم طلب إلى المحكمة العليا في جوهانسبرج لوقف تنفيذ أمر القبض، إلا أن المحكمة رفضت الطلب، مما أفسح المجال أمام السلطات لتنفيذ أمر الاعتقال في اليوم ذاته. وتعدّ هذه التطورات ضربة قوية لجوردان الذي لطالما كانت له سمعة قوية في الأوساط الرياضية الإفريقية.
خلفية جوردان الرياضية
يعد داني جوردان أحد الشخصيات الرياضية البارزة في جنوب أفريقيا، إذ يعود له الفضل في تنظيم كأس العالم 2010 الذي استضافته البلاد كأول دولة إفريقية تنظم هذا الحدث العالمي. وقد شغل منصب رئيس الاتحاد الجنوب أفريقي لكرة القدم منذ عام 2013، مقدماً وعودًا بتطوير كرة القدم في البلاد، لكنه يواجه الآن مستقبلاً غامضًا إثر التهم التي تهدد مسيرته الرياضية وسمعته.
تشكل هذه القضية اختبارًا حقيقيًا للنظام القضائي في جنوب أفريقيا، ومدى التزامه بمكافحة الفساد، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بشخصيات ذات نفوذ رياضي عالٍ، ما يضع الجميع في انتظار ما ستسفر عنه المحاكمات المقبلة لهذه القضية.