الحدث بريس : متابعة
تلقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الجمعة 15 ماي 2020، انتقادات لاذعة من طرف الأطباء الفرنسيين، المشتغلين في المستشفيات العمومية، وذلك بسبب أوضاع المستشفيات والمعدات الطبية في البلاد، كما طالبوا بمزيد من الاستثمار في القطاع الصحي، وإعادة التفكير في نظام المستشفيات العامة، “الذي وجد نفسه عاجزاً بسرعة عن علاج عشرات الآلاف من المصابين بفيروس كورونا”.
ويعيش القطاع الصحي الفرنسي على إيقاع عديد من المشاكل، قبل أزمة كورونا، إذ قام موظفو القطاع الصحي بإضرابات أكثر من مرة، ونظموا العام الماضي، احتجاجات دامت شهورا، مطالبين بمزيد من التوظيف والتمويل، بعد سنوات من فقدان الوظائف.
ووفق تقرير لوكالة “أسوشييتد برس” الأمريكية، فإن طبيب الأعصاب البارز، الدكتور فريدريك سالاشاس، وجَّه خطاباً قاسياً للرئيس ماكرون، قال فيه: “يمكنك الاعتماد عليّ، ولا أعلم إن كان يمكنني الاعتماد عليك”، معتبراً أن أزمة كورونا “كشفت بالفعل عن نقاط ضعف في المستشفيات الفرنسية، بسبب سنوات من تخفيضات الميزانية”.
من جانبه، دعا رئيس اللجنة الطبية في شبكة مستشفيات باريس العامة، توماس سيميلوفسكي، الرئيس الفرنسي إلى إعادة التفكير في التدريب الطبي، وزيادة رواتب جميع العاملين بالمجالات الطبية، ومزيد من المرونة في التعامل مع التهديدات الجديدة، مشدداً على أن قطاع الصحة في البلاد “لا يحتمل العودة للخلف”.
وقد واجه الرئيس الفرنسي هذا السيل الجارف من الانتقادات، بالإقرار بالأخطاء التي ارتكبتها حكومته، بخصوص سياستها الصحية، والمتمثلة في سنوات من تخفيض الميزانية، تاركا المرافق الطبية في واحدة من أغنى دول العالم تفتقر إلى الموظفين والأقنعة وأجهزة التنفس اللازمة لمكافحة أزمة كورونا.
وكانت حكومة ماكرون قد أعلنت العام الماضي، عن خطة لمعالجة المخاوف المتزايدة، لكن ماكرون اعترف، الجمعة، بالقصور قائلاً: “لقد ارتكبنا بلا شك، خطأ في الاستراتيجية”.
وحسب صحيفة “لوموند” الفرنسية، الجمعة، فإن الرئيس تعهد أمام ممثلي الأطباء، خلال هذه الزيارة المفاجئة التي قام بها للمستشفى الباريسي، بإجراء تقييم مستعجل “ابتداء من الغد”، للسياسة الصحية للبلاد.
ماكرون تعهد أيضاً برفع أجور الأطباء والعاملين في القطاع الصحي، بالإضافة إلى تحسين ظروف عملهم.
من بين الوعود التي وزعها ماكرون على الأطباء أيضاً، حسب الصحيفة نفسها، مراجعة برنامج “صحتي 2022″، الذي اعتبر أنه “لم يعد له أي معنى”، مشدداً على أنه سيضع حداً لـ15 سنة من تخفيض ميزانية المستشفيات.
ووفق “عربي بوست” تقول السلطات الفرنسية إن أكثر من 27 ألف شخص مصاب بفيروس كورونا لقوا حتفهم في المستشفيات ودور رعاية المسنين، مقارنة بنحو 7000 في ألمانيا المجاورة التي أجرت اختبارات للكشف عن الفيروس، على نطاق أوسع بكثير من فرنسا، ودخلت الأزمةَ بستة أضعاف أسرّة العناية المركزة.