تناقلت منابر إعلامية دولية خبر مساءلة الوزير الأول الكندي، جيستان تريدو، بسبب قضائه عطلة رأس السنة عند رجل الأعمال المسلم، الأغا خان.
ورغم قرب هذا الأخير من عدد من زعماء العالم، إلا أنه بقي غير معروف لدى العموم؛ وهو ما أثار فضول صحافيي “راديو كندا” للنبش في تاريخ الأمير المسلم خان، بغية تسليط الضوء على شخصية هامة غير معروفة بالشكل الكافي.
ولد الأمير كريم الحسين بمدينة جنيف السويسرية سنة 1936، نشأ في مدينة نيروبي بكينيا، ثم درس بجامعة هارفارد التي تحصل منها على دبلوم في تخصص التاريخ الإسلامي. ورغم أنه كان حاصلا على الجنسية الإنجليزية، إلا أنه قضى معظم حياته في قصره بمنطقة إيغلومون بفرنسا.
خلال فترة دراسته بالولايات المتحدة، خلف الأغا خان جده السلطان محمد شاه أغا خان الثالث، وأصبح الإمام الـ 49 للمسلمين الإسماعيليين النزاريين، وهي أول مرة منذ 1300 سنة تنتقل فيها الزعامة بهذه الطائفة الشيعية بتخطي الابن لأبيه. وبذلك أصبح سنة 1957، عن سن الـ 20 عاما، الأمير كريم أغا خان الرابع، بل أكثر من ذلك، ستتم المناداة عليه بـ “سمو الأمير”؛ وهو المسمى الذي ستعترف له به الملكة إليزابيت الثانية.
يعتبر المسلمون النزاريون أن الأغا خان من أحفاد الرسول محمد (صلعم)، وهو معتقد غالبا ما يجر عليهم انتقادات، خصوصا من المسلمين السنيين. ويصل عدد أتباع هاته الطائفة 15 مليون شخص، من ثقافات وإثنيات مختلفة، ينحدر معظمهم من بلدان باكستان، والهند، وسوريا، وإيران، وطاجيكستان.
يقدر عدد أتباع الطائفة الإسماعيلية بكندا بحوالي 100 ألف شخص، قدم معظمهم سنة 1972 عندما استقبلت حكومة إليي تريدو الآلاف منهم الذين تم طردهم من أوغاندا، أو تم الحجز على ممتلكاتهم بكل من كينيا وتنزانيا. ومن أهم مسؤوليات الإمام، أغا خان، السهر على الجانب الديني لأتباعه وتحسين ظروف عيشهم، أينما تواجدوا.
وفي هذا الاتجاه، ينشط الأغا خان، الذي سيحتفل السنة القادمة بمرور 60 سنة على تقلده منصب الزعامة، في تنمية بلدان فقيرة بكل من آسيا وإفريقيا، بواسطة مؤسسة خان للتنمية (AKDN). وبخلاف المنظمات الأممية، فإن مؤسسة خان تهدف، في بعض الأحيان، إلى تحقيق الربح من أنشطتها.
تقدر ميزانية “AKDN” بـ 625 مليون دولار أمريكي سنويا، يأتي جزء هام منها من الحكومات المحلية، ومؤسسات دولية، وأخرى من القطاع الخاص. تقوم بتشغيل 80 ألف شخص في حوالي 30 دولة عبر العالم. ويساهم أتباع الطائفة في مؤسسة خان بالتبرع مجانا بخدمات مهنية، أو مساعدات مالية.
مجلة “فوربس” صنفت الأغا خان سنة 2010 من بين الأمراء العشرة الأكثر غنى في العالم، بثروة قدرت بـ 800 مليون دولار أمريكي. وقد ورث عن أجداده ثروة هامة، إلا أنها تضاعفت بالأموال التي تأتي من زكاة المسلمين الإسماعيليين المدفوعة للإمامة (السلطة الدينية للإسماعيليين).
وبالإضافة إلى قصره بفرنسا، وجزيرة خاصة بالباهاماس، يملك الأمير خان 3 طائرات خاصة، ويختا رفيعا، وعددا من ضيعات السباق، وهي واحدة من هواياته المفضلة بفرنسا وإيرلندا.
ولتدبير شؤونه بشكل أنجع، يربط الأغا خان صداقات مع عدد من السياسيين في العالم الإسلامي وفي الغرب، منذ سنوات عديدة، كما أن له علاقات مع الرؤساء الأمريكيين جون كينيدي، رونالد ريغن، وبيل كلينتون، إضافة إلى علاقاته المتميزة مع زعماء كندا، ومن بينهم عائلة تريدو (الأب، والابن).