أفاد المحلل السياسي المغربي والأستاذ الجامعي عمر الشرقاوي في تدويناته السياسة عبر مواقع التواصل الإجتماعي أنه “بعد بضعة أيام تكون التشكيلة الحكومية والأغلبية البرلمانية، قد اتضحت بجلاء كامل وابتعدنا عن دائرة التخمينات حيث تكثر لعبة رمي (قشور الموز).
وقبل أن تستقر حكومتنا على حالها الأخير الذي سيعرض على جلالة الملك من أجل استكمال مسطرة التعيين الدستوري. لابد أن نذكر المهرولين للتحالف الحكومي أن قضايا كبرى واستراتيجية تنتظر بلدنا. لايشكل منها تشكيل حكومة وأغلبية برلمانية الذي يشغل طبقتنا السياسية سوى آلية دستورية لمواجهة تلك التحديات والمخاطر”.
أهم التحولات الكبيرة التي تطرق بابنا
وشدد الأكاديمي على أن التحولات الكبيرة التي تطرق بابنا. من مثيل قرار موافقة المغرب على المبعوث الأممي الجديد في قضية الصحراء المغربية، وخلفية تعيين الجنرال دوكور دارمي بلخير الفاروق مفتشا عاما للقوات المسلحة الملكية، وأبعاد التحرشات الجزائرية ببلادنا، أو ما يقع في مالي من تحولات إرهابية بتمويل دولي ستؤثر لا محالة سلبا على وضعنا الاستثماري في القارة الافريقية، أو برودة العلاقات الديبلوماسية مع الجارة الجنوبية موريتانيا، أو التحول الجيوستراتيجي للمملكة اتجاه العالم الإنجلوساكسوني وتداعياته المحتملة على العلاقات مع الحلفاء الكلاسيكيين، أو التهديدات والمخاطر الأمنية جراء استهداف مؤسساتنا السيادية بسبب تغيير وجهاته الديبلوماسية وغيرها من القضايا الكبرى.
وأكد
المحلل السياسي على أن الكل منشغل بتوزيع بضعة حقائب وزارية. والأمر أن هناك من يعتقد أنه وبمجرد مغادرة الحكومة أو لكراسي التحالف فقد يخسر الوطن رهاناته. حتى بات الحفاظ على الاصطفافات هو الشغل الشاغل والهاجس المؤرق. وبدا للبعض من أمنائنا العامين أن نجاحهم لايقاس إلا بطول فترة بقائهم في مواقعهم وجالسين على كراسي الحكومة. دون أن يلمس المواطنون أي اثر إيجابي لبقائهم، ودون أن يكون في بقائهم مصلحة للوطن.
مصلحة الوطن هي أكبر بكثير من كل المناصب والمكاسب التي يتفاوضون حولها
كما لفت أنه لادراية لهؤلاء بمصلحة الوطن باعتبار على أنها أكبر بكثير من كل المناصب والمكاسب التي يتفاوضون حولها. وأكبر من الوقوف عند رغبات أمين عام يريد أن يصبح وزيرا أو رئيسا لمجلس نواب أو رئيسا لمجلس المستشارين أو وزير دولة.
ويذكر أن الوضع الذي نعيشه لا يفرض على أحزابنا سوى تبني قناعتها بالحكومة أو المعارضة على منطق حب زيد أو كره عمرو، بل على مصالح الوطن التي ربما تتآكل إن لم يكن هناك ظهير سياسي حقيقي يعمل بجد من أي موقع كان لحماية مصالح دولتنا. والخشية هنا أن تضيع منا وسط حرب الكراسي فرصة تشكيل مؤسسات قوية نواجه بها الصعاب القادمة.