أفادت تقارير إعلامية أجنبية أن المغرب بإمكانه أن يصبح أول بلد إفريقي يحصل على المقاتلة الأمريكية المتطورة من الجيل الخامس F-35، التي تُعتبر من أفضل الطائرات القتالية في العالم، تأتي هذه الأنباء بعد موافقة محتملة من الولايات المتحدة و إسرائيل، في خطوة من شأنها تعزيز القدرات العسكرية للمملكة المغربية.
و حسب ما أوضحته جرائد عبرية فإن الصفقة قد تشمل شراء 32 وحدة من طائرات F-35، بتكلفة تقدر بحوالي 17 مليار دولار، و هي خطوة جاءت بعدما ما حاولت الولايات المتحدة سابقا بيع هذه الطائرة للإمارات العربية المتحدة، و لكن المفاوضات لم تكلل بالنجاح، إلا أن الطريق الآن، يبدو أنه أصبح أكثر وضوحا أمام المغرب لإتمام هذه الصفقة.
و أوضح التقرير ذاته، أن القرار يأتي تزامنا مع التحركات الجيوسياسية في المنطقة، حيث تسعى الجزائر، إقتناء المقاتلة الروسية سو-57، فيما تعتمد القوات الجوية الجزائرية حاليا على طائرات ميغ-29 و سوخوي سو-24 ذات التصميم السوفيتي، و قد طلبت في عام 2022 حوالي عشرة طائرات سو-30sMKA، ناهيك عن العلاقات العسكرية الوثيقة التي تحتفظ بها الجزائر مع روسيا منذ حقبة الحرب الباردة.
التطورات الحاصلة أكدت الصحيفة الإسبانية أنها جاءت بالتزامن مع تعزيز المغرب لعلاقاته مع إسرائيل و الولايات المتحدة، و هي خطوة قد تسهم في تسهيل إتمام صفقة F-35، خاصة و أن هذه الطائرات ينظر لها على أنها رمز للتعاون العسكري الوثيق بين واشنطن و تل أبيب، و من شأن حصول المغرب عليها أن يعكس مستوى جديدا من الثقة بين الأطراف الثلاثة.
و أضاف المصدر ذاته، أن إبرام هذه الصفقة قد تؤدي إلى إعادة تشكيل التوازن العسكري في منطقة شمال أفريقيا، كما يتوقع أن يكون لها تأثير مباشر على العلاقات العسكرية مع إسبانيا، خاصة أن الأخيرة تراقب عن كثب تطور القدرات العسكرية لجيرانها في جنوب المتوسط.
و إعتبر التقرير أن إتمام الصفقة يواجه تحديات عدة، أبرزها هشاشة التوازنات الجيوسياسية في المنطقة، بالإضافة إلى ذلك، فإن إعتماد المغرب على هذه الطائرة المتطورة قد يثير تساؤلات حول كيفية إدارتها و صيانتها، خاصة أن طائرات F-35 تعرف بتعقيداتها التقنية العالية.
هذا، و تتميز الطائرة إف-35 بقدرات تقنية فائقة تجعلها واحدة من أكثر المقاتلات تقدمًا في العالم، فهي طائرة متعددة المهام قادرة على تنفيذ عمليات التفوق الجوي، الهجوم الأرضي، الإستطلاع، و الحرب الإلكترونية، مما يجعلها أداة إستراتيجية تضيف إلى قوة الدولة التي تمتلكها.
ما يميز هذه الطائرة أيضًا هو تقنية التخفي التي تمكنها من العمل في بيئات معقدة دون أن ترصد بسهولة، مما يمنحها ميزة إستراتيجية على الخصوم، إلى جانب ذلك، يعمل رادار AESA AN/APG-81 و نظام دمج المستشعرات على تعزيز وعي الطيار بالمواقف المحيطة، مما يحسن من سرعة و كفاءة إتخاذ القرارات في المعارك.
و بالعودة للتقرير فإن إحتمال حصول المغرب على هذه الطائرة لا يمكن فصله عن السياق الجيوسياسي الذي يعكس مصالح و توترات قائمة، إذ يعد المغرب شريكا إستراتيجيا للولايات المتحدة في شمال إفريقيا، حيث تركز العلاقات بين البلدين على التعاون الأمني و مكافحة الإرهاب، و من شأن صفقة F-35 أن تعزز هذه العلاقة، خاصة و أن المغرب يعتبر ركيزة للإستقرار الإقليمي في ظل التحديات الأمنية المتزايدة.
و حسب “لاراثون” فإنه العلاقات بين المغرب و إسرائيل منذ تطبيعها، تشهد تطورا ملحوظا، لا سيما في مجال الدفاع، و دعم إسرائيل للمغرب في الحصول على هذه الطائرة يعكس تعاونا جديدا قد يعيد تشكيل التوازنات الدفاعية في المنطقة.
هذا يشهد المغرب و الجزائر منافسة مستمرة، خاصة في ظل النزاع حول الصحراء المغربية، و قد يؤدي حصول المغرب على F-35 إلى إثارة سباق تسلح في المنطقة، ما ينذر بتعقيد الأوضاع الأمنية و تزايد الضغوط الدبلوماسية.
و يرى التقرير أن هذه الخطوة تعكس هذه الخطوة أيضا مصالح الولايات المتحدة في تعزيز نفوذها بشمال إفريقيا، خاصة في ظل المنافسة العالمية المتزايدة على النفوذ في القارة الإفريقية، و من شأن تسليح حليف قوي مثل المغرب بمقاتلات متطورة أن يدعم أهداف واشنطن في مكافحة الإرهاب و ضمان الإستقرار الإقليمي.