الحدث بريس : متابعة
على بعد 12 يوما من الرئاسيات الأمريكية، سيكون دونالد ترامب وجو بايدن على موعد مع آخر مناظرة تلفزيونية حاسمة، ستشكل على الأرجح الفرصة الأخيرة للمرشحين من أجل الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الناخبين المترددين، في ساعة تتسم بذروة المشاهدة، علما بأن عدد مهم من الأمريكيين قد قاموا بالتصويت.
وإذا كانت المناظرة الثانية قد ألغيت بسبب الخلاف حول جدوى تنظيمها بشكل افتراضي بعد إصابة ترامب بفيروس كورونا، سيتم تنظيم هذه المناظرة النهائية بناشفيل (ولاية تينيسي) حضوريا لكن مع تغييرات في شكلها. وأهم هذه التغييرات سيكون قطع ميكروفون المرشح حين لا يكون دوره في الكلام.
وأثار قرار اللجنة المكلفة بالمناظرات الرئاسية في التحكم في الميكروفونات غضب الرئيس الأمريكي، الذي وُجهت له انتقادات حادة بخصوص قطعه المتكرر لمنافسه ولمدير المناظرة الأولى التي تحولت لفوضى عارمة.
وفي هذا الصدد، أعربت اللجنة عن أملها في أن يحترم المرشحان وقت الكلام المحدد لكل واحد منهما.
وفي الوقت الذي تُظهر فيه استطلاعات الرأي تقدم نائب الرئيس السابق لباراك أوباما، بما في ذلك في الولايات الرئيسية التي فاز بها منافسه قبل أربع سنوات، يريد الجمهوريون من ترامب أن يغتنم المناظرة المتلفزة لتقديم رؤية إيجابية للبلد وأن يبرز التناقضات السياسية مع منافسه.
وسيتم تقسيم المناظرة التي تبلغ مدتها 90 دقيقة، إلى ستة أجزاء مدتها 15 دقيقة تغطي قضايا الساعة الرئيسية وعلى رأسها، مرة أخرى، تدبير جائحة كوفيد-19، علاوة على مواضيع أخرى تتعلق بوضعية الأسر الأمريكية، والتوترات العرقية، وتغير المناخ، والأمن وكذلك الريادة.
ووفيا لأسلوبه، انتقد ترامب على الفور اختيار هذه الموضوعات، قائلا إنه يتوقع نقاشا حول السياسة الخارجية، كما انتقد مديرة المناظرة التي وصفها ب”اليسارية الديمقراطية المتشددة”.
وعلى عكس المرشح الجمهوري الذي كثف مؤخرا من التجمعات الانتخابية، ركز بايدن جهوده على الاستعداد للمناظرة مع الحرص، على الحفاظ على ميزته القائمة على الحجج التي طُرحت خلال الأشهر الماضية، وهي أنه المرشح الأنسب لإخراج البلاد من الجائحة وتداعياتها الاقتصادية، وللقطع مع ولاية ترامب المضطربة.
ومع ذلك، يجب أن يتوقع نائب الرئيس السابق هجمات عنيفة، لا سيما فيما يتعلق بمزاعم الفساد ضد ابنه في أوكرانيا، ولكن أيضا في سجله في القضايا المهمة خلال مسيرة سياسية دامت قرابة 50 سنة، بالإضافة إلى التوسيع المحتمل للمحكمة العليا، وهي قضية تجنبها مرارا وتكرارا، رغم أنه قال إنه يريد توضيح موقفه قبل يوم الاقتراع.
وفي إشارة إلى أن الديمقراطيين لا يعتزمون ترك أي شيء للصدفة، قام الرئيس السابق باراك أوباما، عشية المناظرة، بإلقاء خطاب شديد اللهجة ضد الرئيس ترامب، خلال أول تجمع انتخابي له، قام خلاله بمهاجمة تدبير ترامب لجائحة فيروس كورونا وللاقتصاد، وهاجم كذلك عائداته الضريبية ودعمه لنظريات المؤامرة، داعيا الديمقراطيين إلى التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع، وعدم الاكتفاء بالتقدّم الذي تظهره الاستطلاعات.
ودون الوثوق باستطلاعات الرأي أو بالمحللين، سيواصل كل من ترامب وبايدن معركتهما المحتدمة لكسب تأييد الناخبين حتى النهاية.
وفي هذا السباق الضيق، لا يتم تحديد الفائز من خلال التصويت الشعبي ولكن من خلال المجمع الانتخابي المكون من 538 ناخبا كبيرا.