قال خبراء المناخ الأمميين، في تقريرهم الذي يعد الأول من نوعه منذ سبع سنوات، إن بعض عواقب الاحترار المناخي، بما فيها ذوبان الجليد وارتفاع منسوب مياه البحر ستبقى “غير قابلة للعكس لقرون أو آلاف السنين”.
ويأتى هذا التقرير بعد أسبوعين من الاجتماعات المغلقة والافتراضية.
وقد وافق 195 بلدا عضوا في الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، على هذا التقييم الشامل الذي تم التفاوض بشأن “ملخصه الذي سيقدم لصناع القرار”.
مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع
وبصرف النظر عن معدل انبعاثات غازات الدفيئة في المستقبل، فإن مستوى المحيطات سيستمر في الارتفاع “لقرون بل لآلاف السنين”، خصوصا في ظل تسارع وتيرة ذوبان القمم الجليدية، وفقا للتقرير الذي يقدر أن يرتفع مستوى سطح البحر إلى متر بحلول العام 2100.
وتوقع التقرير الأممي أن يصل الاحترار العالمي إلى 1,5 درجة مئوية مقارنة بعصر ما قبل الثورة الصناعية، قرب عام 2030، أي قبل عشر سنوات من آخر التقديرات الذي وضعت قبل ثلاث سنوات، وفقا للتقرير.
استمرار ارتفاع في درجات الحرارة
وسيستمر الارتفاع في درجات الحرارة بعد ذلك في تجاوز هذه العتبة -وهي أحد البنود الرئيسية لاتفاق باريس- بحلول عام 2050، حتى لو تمكن العالم من الحد بشكل كبير من انبعاثات غازات التدفئة.
وحمّل التقرير الأممي البشرية مسؤولية ظاهرة الاحتباس الحراري، موضحا أن النشاطات البشرية تسببت في ارتفاع درجة الحرارة 1,1 درجة تقريبا منذ القرن الـ19.
وقالت فاليري ماسون ديلموت، الرئيسة المشاركة لمجموعة الخبراء: “من الواضح منذ عقود أن نظام مناخ الأرض يتغير ودور التأثير البشري في النظام المناخي لا جدال فيه”.
وتعقيبا على ذلك قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن التقرير، يعلن نهاية الوقود الأحفوري الذي “يدمر الكوكب”.
وأضاف، في بيان، أن التقرير “إنذار أحمر للبشرية. أجراس الإنذار تصم الآذان: انبعاثات غازات الاحتباس الحراري الناتجة عن الوقود الأحفوري وإزالة الغابات تخنق كوكبنا”.
وتسبب الطقس المتطرف المرتبط بتغير المناخ في إحداث فوضى في جميع أنحاء العالم في الأسابيع الأخيرة، بعدما أدت الأمطار الغزيرة إلى حدوث فيضانات في مناطق شمال أوروبا، واشتعلت حرائق الغابات في جنوب أوروبا.
وأدت موجة الحر، الأسبوع الماضي، في جزيرة غرينلاند الواقعة بالقطب الشمالي إلى أكبر حدث ذوبان في المنطقة حتى الآن في موسم 2021، حيث قدر الباحثون أن ما يكفي من الجليد تسرب إلى المحيط لتغطية فلوريدا كلها بمقدار بوصتين من الماء.