البنيات التحتية.. مطالب بإحداث مدارس متخصصة في كرة الماء للعودة إلى المسار الصحيح

0

الحدث بريس – متابعة

في ظل غياب البنيات التحتية الأساسية الكافية، فإن لاعبي كرة الماء المغاربة ينتظرون بفارغ الصبر إحداث نوادي مخصصة فقط لممارسة كرة الماء، بدون التخصصات الأخرى المرتبطة بالسباحة.

 

ومن جهته، أشار رئيس الجامعة الملكية المغربية للسباحة، عزيز العلوي الرشيدي، إلى أنه ” من بين 60 ناديا للسباحة في المغرب، لا يتجاوز عدد الأندية التي تمارس كرة الماء عشرة أندية ” .

 

وأبان الرشيدي أن السبب هو الافتقار إلى البنية التحتية، آملا أن يساهم التطور الذي يشهده المغرب من حيث البنية التحتية بشكل إيجابي في النهوض بهذه الرياضة.

 

وزاد في حديث له : « كجامعة، نعمل على إبقاء هذا الصنف الرياضي مستقلا عن رياضة السباحة، ومن الواجب إحداث مدارس لكرة الماء »، مشيرا إلى أن « هذين المسارين مختلفان تماما ».

 

وتابع أن جل لاعبي كرة الماء، اليوم، كانوا يمارسون رياضة السباحة، بينما كان من المفترض أن يمارسوا هذا الصنف الرياضي في مدرسة متخصصة منذ صغر سنهم، مشيرا إلى أنه « يتعين علينا القطع مع هذه القاعدة وأن نخلق مسارا خاصة بلاعبي كرة الماء ».

 

وقال إن البنية التحتية الحالية لا تسمح بتحقيق هذا المبتغى، ولكن مع تطوير المسابح في جميع مدن المغرب، سيكون من الممكن تحقيق ذلك.

 

وتعمل الجامعة، حسب السيد العلوي الرشيدي، على وضع وحدات تكوينية مخصصة لأندية كرة الماء، مشيرا إلى أن الجهاز المسؤول يبذل جهودا كبيرة لرفع مستوى كرة الماء المغربية، من خلال الدورات التكوينية التي تم تنظيمها لفائدة المدربين والتجمعات المختلفة والتدرايب للفريق الوطني.

 

وفي هذا الصدد، قال المدير التقني الوطني يوسف الحوات إن العائق الوحيد أمام النهوض بكرة الماء في المغرب هو عدم وجود بنية تحتية كافية، مشيرا إلى أنه من أجل رفع مستوى هذه الرياضة تم تنظيم دورات تكوينية منذ أربع سنوات. لفائدة المدربين، وتحت إشراف خبير من الاتحاد الدولي للسباحة.

 

وأوضح « عندما تولى المكتب المديري الحالي منصبه في عام 2014، كانت بطولة كرة الماء الوطنية متوقفة لمدة عامين »، مشيرا إلى أن الهدف في ذلك الوقت كان تنزيل مشروع تكوين موجه للشباب.

 

وقال الحوات « نحن نستعد لإطلاق مدارس في ثلاث مدن، الدار البيضاء، وفاس، والرباط، والتي كان من المقرر أن تفتح أبوابها في أبريل الماضي، ولكنها تأجلت بسبب كوفيد-19″، مضيفا أن نحو 40 شابا (ذكور وإناث) في سن العاشرة إلى الرابعة عشرة سوف يستفيدون من التداريب التي توفرها هذه المدارس.

 

وأضاف، في هذا الصدد، أن الجامعة الملكية المغربية للسباحة تولي أيضا اهتماما خاصا لفئة أقل من16 سنة من أجل إعداد لاعبي المستقبل، مشيرا إلى أن المنتخب المغربي لأقل من 19 سنة احتل المرتبة الثالثة في البطولة العربية الأخيرة التي أقيمت في سنة 2019.

 

وبالإضافة إلى ذلك، أشار السيد الحوات إلى أن اللاعبين المحترفين الذين يمارسون في الخارج التحقوا بالفريق الوطني لكرة الماء، وسيساهمون بفضل مستواهم وخبرتهم، في تحقيق منتخبهم الوطني لنتائج جيدة في المستقبل.

 

وفي المغرب، شيد مسبح المسابقات (جورج لويس) في مدينة الدار البيضاء في سنة 1936. ومنذ ذلك الحين، توفرت مدن أخرى على مسابح خاصة بها، بما في ذلك مكناس وفاس والرباط والجديدة وأكادير وغيرها. وقتها، كانت رياضة كرة الماء رياضة شعبية، خاصة وأن العديد من اللاعبين الفرنسيين لعبوا في الأندية المغربية.

 

ويعتبر فريق الوداد البيضاوي لكرة الماء، الذي أسسه الراحل الحاج محمد بن جلون في سنة 1937، أول فرع للفريق البيضاوي. وهو أكثر الأندية تتويجا في كرة الماء، في كل من البطولة الوطنية وكأس العرش، وقد ضم لأول مرة لاعبين ومسيرين مغاربة.

 

ونظمت البطولة الوطنية قبل الإستقلال من قبل رابطة السباحة، التابعة للاتحاد الفرنسي للعبة، مع أندية يتشكل أغلبها من لاعبين ومسيرين أجانب.

 

وبالإضافة إلى نادي الوداد البيضاوي برزت العديد من الأندية في رياضة كرة الماء كنادي الأمل بمكناس، والراسينغ البيضاوي، والراسينغ الجامعي البيضاوي، والجمعية الرياضية للبريد بالدار البيضاء والنادي البحري بالرباط.

 

وتأسست الجامعة الملكية المغربية للسباحة سنة 1956 برئاسة أحمد النتيفي. وهكذا، انضم غالبية اللاعبين الأجانب إلى أندية الدار البيضاء. ومن بين أفضل اللاعبين الأجانب الذين انضموا إلى فريق الوداد البيضاوي في ذلك الوقت، هناك إدريس لادجادجي ، الذي كان مؤسس كرة الماء الحديثة في المغرب. وبفضله، ستعرف هذه الرياضة تطورا كبيرا في المملكة في نهاية خمسينيات القرن الماضي، مع تغيرات كبرى على المستوى التقني والتكتيكي.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.