الحدث بريس : و م ع
تعمل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل مكثف لتعميم التعليم الأولي على مستوى إقليم ميدلت، من خلال المشاريع المنجزة والموارد الكبيرة التي تم تمت تعبئتها لتحقيق هذا الهدف، لاسيما في المناطق القروية.
ويأتي دعم التعليم الأولي في العالم القروي، الذي يندرج في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (2019-2023)، في سياق تحقيق التكامل مع البرنامج الوطني لتعميم وتطوير التعليم الأولي الذي أطلقته وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي.
ويحظى محور تعميم التعليم الأولي، الذي يشكل مرحلة أساسية في تكوين الفرد، بالأولوية من حيث دعم تعزيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة في إقليم ميدلت.
وتعتبر وحدة التعليم الأولي بدوار تداموت في الجماعة الترابية آيت إزدك (إقليم ميدلت)، ضمن العديد من البنيات التعليمية التي أنشئت من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى الإقليم.
وقال السيد سعيد لعربي، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة إقليم ميدلت، إنه تم إحداث هذه الوحدة في إطار البرنامج 4 من المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، المكرسة بشكل خاص للدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة بهدف دعم الفرد منذ الطفولة وطوال مسار حياته.
وأوضح السيد لعريبي، أن القيمة الإجمالية لهذا البرنامج على مستوى إقليم ميدلت برسم سنة 2020، تبلغ 12.5 مليون درهم، حيث يهم بناء 37 وحدة للتعليم الأولي، أي 44 قسما في العديد من الجماعات الترابية بالإقليم.
وأكد أن هذا البرنامج، الذي يروم ضمان تكافؤ الفرص في الولوج إلى التعليم على المستوى الإقليمي وفي جودة المسار الدراسي، يستهدف بشكل أساسي الأطفال في العالم القروي من أجل الرفع من معدل الاستفادة من التعليم الأولي.
وأشار إلى أن البرنامج 4 يتضمن أيضا إجراءات تهدف إلى المساهمة في تحسين الولوج إلى الرعاية الصحية بالنسبة للأمهات والأطفال، والحد من وفيات الأمهات والمواليد والرضع والأطفال في المناطق القروية والنائية.
وفيما يتعلق بالبرامج الأخرى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم ميدلت، أبرز السيد لعريبي أنها تهم تعزيز البنية التحتية الأساسية من خلال البرنامج 1، خاصة في مجالات الصحة والطرق والمياه والكهرباء.
وأضاف أن أعمال المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في إقليم ميدلت تركز أيضا على دعم المشاريع التي يقودها الشباب في قطاعات الإنتاج التي يتميز بها الإقليم، وكذا مختلف الفئات الهشة.
من جهة أخرى، أكد السيد لعريبي أن جميع الأعمال الخاصة بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية يتم تنفيذها في إطار اللجان المحلية، مع اعتماد مقاربة تشاركية ومندمجة مع قطاعات أخرى.
من جهتها، أشارت السيدة سهام آيت هروش، مربية في وحدة التعليم الأولي بدوار تداموت، إلى أن التعليم الأولي يساهم في تحقيق تكافؤ الفرص بين تلاميذ العالم القروي وتمكينهم من اكتساب العديد من المهارات، من خلال اتباع مناهج تتناسب مع برامج التعليم الأولي لوزارة التربية الوطنية وتأخذ بعين الاعتبار الخصوصية اللغوية المحلية.
ويعتبر التعليم الأولي، نظرا لأهميته في التنمية الاجتماعية والمعرفية والنفسية للطفل، من بين الأولويات الأساسية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم ميدلت، بغية العمل على الحد من عدم المساواة في التعليم والمساهمة في التنمية البشرية بشكل عام.
وتؤكد المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أن التعليم الأولي أضحى يلعب دورا حاسما في النمو المعرفي والاجتماعي لدى الأطفال ويمكنهم من مواصلة مسارهم الدراسي في أحسن الظروف.