أعلنت “الجهاد الإسلامي” إطلاق أكثر من 100 صاروخ باتجاه مدن وبلدات إسرائيلية ردا على اغتيال القيادي بالحركة تيسير الجعبري. في حين أصيب 4 إسرائيليين وأكدت تل أبيب أنها تستعد لأيام طويلة من العمليات العسكرية.
وقد أطلقت حركة الجهاد صباح اليوم رشقة جديدة من الصواريخ بعد ساعات من الهدوء الحذر. في حين نفذت طائرات مسيرة إسرائيلية غارات جديدة على أراض زراعية في المحافظات الخمس بقطاع غزة. وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية الإسرائيلية، وطلعات استعراضية في عرض البحر.
وأفادت مصادر طبية باستشهاد فلسطيني وإصابة آخرين في قصف إسرائيلي على شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، كما طائرات الاحتلال دراجة نارية بحي الشجاعية شرق غزة.
وأفاد المراسل بأن صفارات الإنذار دوت مجددا في عسقلان والمستوطنات المتاخمة للحدود مع غزة. وذلك بعد إطلاق رشقة صاروخية من غزة باتجاه المستوطنات المحاذية للقطاع، في حين أمر الجيش الإسرائيلي بإغلاق شواطئ عسقلان وأسدود وبلماخيم وزيكيم.
لا حديث عن تهدئة أو وساطات
وقال الجيش الإسرائيلي إن نحو 130 قذيفة عبرت الحدود أطلقتها حركة الجهاد الإسلامي اعترضت القبة الحديدية 60 منها. وإنه نفذ 30 غارة على أكثر من 40 هدفا تابعا للجهاد الاسلامي بواسطة 55 صاروخا وقذيفة.
وأكد جيش الاحتلال أنه يستعد “لأيام طويلة من العمليات العسكرية لنحو أسبوع، وإذا لزم الأمر ستكون أطول”. وأشار المتحدث باسمه إلى أن إسرائيل لا تجري أي مفاوضات الوقت الحالي. كما أكد مصدر في الجهاد الإسلامي للجزيرة أنه لا حديث عن تهدئة أو وساطات حتى الآن وأن الوضع يتجه للتصعيد.
إصابات في صفوف الإسرائيليين
قال مدير مكتب الجزيرة في القدس وليد العمري إن المعلومات المتوفرة من الجهات الرسمية تشير إلى أن 40 إسرائيليا تم إسعافهم خلال الساعات الماضية، ولكن معظمهم أصيب إما نتيجة التدافع خلال الركض إلى الملاجئ، أو بسبب الرعب.
وقالت نجمة داود الحمراء (هيئة إسعاف رسمية إسرائيلية) إن 4 إسرائيليين أصيبوا خلال ركضهم نحو الملاجئ. بعد دوي صافرات الإنذار عقب إطلاق صواريخ من غزة.
وقالت هذه الهيئة في بيان نقلته قناة كان الإسرائيلية الرسمية إن 5 أشخاص قد أصيبوا من بينهم 4 بجروح طفيفة خلال ركضهم نحو الملاجئ في مدينتي أسدود وسديروت (جنوب) في حين أصيب خامس بحالة ذعر.
في سياق متصل، سقط جزء من صاروخ أطلقته منظومة القبة الحديدية المضادة للقذائف. بالقرب من قسم الطوارئ في مستشفى برزيلاي في عسقلان (جنوب) بحسب المصدر ذاته.
كما ذكرت قناة كان أن صاروخا سقط في موقع بناء في حي غير مأهول بمستوطنة سديروت، وخلف أضرارا مادية.
كما أمرت سلطات الاحتلال مواطنيها، بالمناطق المتاخمة للقطاع في شريط بعمق 40 كيلومترا، بالالتزام بتوجيهات الجيش والبقاء على مقربة من الملاجئ والغرف المحصنة تحسبا من تعرض مناطقهم لإطلاق نار وصواريخ من القطاع.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلغاء جميع الأنشطة التعليمية على مسافة 80 كيلومترا من غزة.
اعتقالات بالضفة
وفي السياق، أعلن جيش الاحتلال أنه تم اعتقال 19 عنصرا من حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية اليوم السبت، بينما يشن ضربات على أهداف عسكرية في غزة.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي أن الجنود وعناصر من جهاز الأمن الداخلي “شين بيت” أوقفوا 20 شخصا. خلال عمليات دهم في وقت مبكر من صباح اليوم بالضفة المحتلة، من بينهم 19 من حركة الجهاد.
شهداء وجرحى
وفي وقت مبكر من فجر السبت، أفاد مراسل الجزيرة بأن مقاتلات إسرائيلية قصفت موقعا للفصائل الفلسطينية بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وبعد تنفيذ قوات الاحتلال غارات ليلية، أفاد مراسل الجزيرة بأن 5 فلسطينيين، بينهم 3 أطفال، أصيبوا في قصف استهدف منطقة الشعف شرقي مدينة غزة.
وسبق أن أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد 10 فلسطينيين بينهم طفلة تبلغ من العمر 5 أعوام، وإصابة 75. في حين رفعت الوزارة حالة التأهب والاستعداد في كافة مستشفيات القطاع في أعقاب الغارات الإسرائيلية.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة، في مقابلة مع الجزيرة، إن الإسعافات والمستشفيات في غزة في حالة استنفار للتعامل مع الوضع المتأزم.
وأشار القدرة إلى أن المؤسسات الصحية في غزة تعاني من نقص جراء الحصار الإسرائيلي خلال الأعوام الـ 15 الماضية.
وكان جيش الاحتلال أعلن -في بيان- بدء عملية عسكرية في قطاع غزة تحت اسم “الفجر الصادق” استهدف فيها مواقع وشخصيات قيادية تابعة لحركة الجهاد في القطاع.
وأوضح البيان الإسرائيلي أن طائرات حربية استهدفت -خلال عملية مشتركة للجيش وجهاز الشاباك- تيسير الجعبري القيادي البارز في حركة الجهاد مسؤول منطقة شمال القطاع.
وأشار إلى أن الجعبري كان شخصية بارزة في حركة الجهاد، وشغل مناصب مختلفة فيها، من بينها قيادة ملف العمليات ومسؤولية تنفيذ هجمات ضد الإسرائيليين وجنود الجيش.
وقد صدّق وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس على أمر عسكري استثنائي باستدعاء 25 ألفا من قوات الاحتياط، كما أعلن الجيش تعزيز قواته على الحدود مع قطاع غزة بقوات من اللواء الـ 36 ولواء جولاني ولواء المدرعات.
ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” عن مسؤول عسكري إسرائيلي رفيع قوله إن التركيز ينصب فقط على حركة الجهاد الإسلامي، وإن العملية لن تنتهي خلال ساعات. كما أعلنت الشرطة تجنيد 10 فرق احتياط في حال تدهور الأوضاع.