الجنرال الإسباني أنخيل بالاسيوس: “ذكاء ملك المغرب قضى على سنوات من الدعاية العدائية”

0

في تصريح أثار الانتباه داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسبانية، أشاد الجنرال أنخيل بالاسيوس، أحد أبرز الضباط السابقين في الجيش الإسباني، بما وصفه بـ”الذكاء الاستراتيجي” للملك محمد السادس، معتبراً أن المغرب نجح، بقيادته، في قلب الصورة النمطية التي ظلت لعقود تروّج للمملكة كـ”عدو محتمل” لإسبانيا.

وقال الجنرال بالاسيوس إن العاهل المغربي “ذكي جداً، حازم في الدفاع عن حقوق بلده، لكنه لا يخلق عداوات بلا سبب”، في إشارة إلى ما يعتبره تحولاً هادئاً ولكن عميقاً في علاقة المغرب بجواره الأوروبي. وأضاف أن “الملك يدرك أن الصراعات لا تُحسم بالشعارات، بل بالتوازنات”، في إقرار غير مباشر بأن الرباط استطاعت أن تنتقل من موقع التابع أو المراقب إلى فاعل إقليمي يفرض نفسه من خلال أدوات متعددة: الجغرافيا، الاقتصاد، الأمن، والدبلوماسية الهادئة.

ويبدو أن التصريح يتجاوز المجاملة التقليدية ليعكس قلقاً دفيناً داخل بعض الدوائر الإسبانية من تطور الدور المغربي، لا فقط كقوة صاعدة في شمال إفريقيا، بل كدولة تعيد رسم حدود التأثير في غرب المتوسط. فحين يتحدث جنرال سابق عن “توازن رعب ضروري لاستقرار المنطقة”، فهو يلمّح إلى إدراك متزايد في مدريد بأن المعادلات القديمة لم تعد صالحة، وأن سياسة “الاحتواء الناعم” التي اعتمدتها إسبانيا لم تعد كافية أمام مغرب يسير بخطى ثابتة نحو فرض شروطه على أرض الواقع.

لكن اللافت في حديث الجنرال هو تأكيده على أن الملك محمد السادس لم يكتف بتسيير اللحظة، بل “وضع أساساً صلباً لملوك المغرب المستقبليين”، في إشارة واضحة إلى استراتيجية بناء الدولة التي تتجاوز الأفق السياسي القصير، وتراهن على التراكم والتخطيط طويل الأمد.

التصريحات، وإن أتت من شخصية متقاعدة، تعكس تحوّلاً في الإدراك الأوروبي للوزن المغربي، وتطرح سؤالاً على النخب الإسبانية: هل ما تزال مدريد تقرأ المغرب بذات النظارات التي استخدمتها في القرن الماضي أم أن الوقت قد حان لإعادة النظر في العلاقة، ليس من منطق الهيمنة أو الشك، بل من منطق الشراكة بين قوتين إقليميتين تفرقهما الذاكرة، لكن تجمعهما الجغرافيا والمصالح..

أضف تعليقا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد