انطلقت تدريبات ميدانية جديدة في ضواحي طانطان، حيث شرع الجيش المغربي في تنفيذ تمارين حيّة باستخدام منظومة راجمات الصواريخ الأمريكية المتطورة “هيمارس”، وذلك في إطار النسخة الجارية من مناورات “الأسد الإفريقي”، التي تعرف مشاركة قوات عسكرية من عدة دول، إلى جانب الجيش الأمريكي.
ويأتي هذا التدريب كمحطة حاسمة قبل الإدماج النهائي للمنظومة ضمن ترسانة القوات المسلحة الملكية، بعدما خضعت لتجارب أولية في دورة سابقة من المناورات ذاتها. وتضمنت التمارين تكوينًا نظريًا وتطبيقًا ميدانيًا مشتركًا، باستخدام الذخيرة الحيّة، بهدف تمكين الفرق المغربية من إتقان تشغيل هذه المنظومة المتطورة.
ويُرتقب أن يُعزز إدخال “هيمارس” إلى الخدمة القدرات الدفاعية والهجومية للمملكة، خصوصًا في ظل تزايد الحاجة إلى أنظمة دقيقة وسريعة الحركة في مسارح العمليات العسكرية الحديثة. وتتميّز “هيمارس” بقدرتها على إطلاق صواريخ موجهة بمدى يصل إلى 80 كيلومترًا للصواريخ التقليدية، وما يصل إلى 350 كيلومترًا لبعض الصواريخ التكتيكية، مع سرعة تصل إلى 85 كيلومترًا في الساعة، وطاقم تشغيل لا يتجاوز ثلاثة أفراد.
تُعد هذه المنظومة من بين الأكثر تقدمًا في العالم، وتوفر نيرانًا دقيقة ومدمرة بفضل تقنيات التوجيه الحديثة، مع إمكانية إطلاق ستة صواريخ في وقت واحد، فضلاً عن مرونتها العالية في الميدان، مما يجعل من الصعب استهدافها بعد تنفيذ المهام.
ويمثل اعتماد هذه المنظومة تطورًا نوعيًا في قدرات القوات المسلحة المغربية، ويأتي في سياق سعيها للحفاظ على توازن الردع الإقليمي، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من تحولات في موازين القوى.