في ظل التغيرات الاقتصادية التي يشهدها السوق الليبي، ومع تراجع قيمة الدينار الليبي أمام الدولار، وجدت الشركات المغربية فرصة لتعزيز وارداتها من الحديد الليبي بأسعار تنافسية، ما يعزز العلاقات التجارية بين البلدين في قطاع الصناعات الثقيلة.
ومؤخرًا، استقبل ميناء الجرف الأصفر في الجديدة شحنة جديدة من الحديد المقولب على الساخن (HBI)، قادمة من الشركة الليبية للحديد والصلب، عبر السفينة HAKKI AYKIN، بحمولة بلغت 5,000 طن. وتأتي هذه الخطوة في إطار تنامي اعتماد المغرب على الحديد الليبي، في ظل التحولات التي يشهدها الاقتصاد العالمي.
شراكة اقتصادية متزايدة بين المغرب وليبيا
تعكس هذه الشحنة توجه الشركة الليبية للحديد والصلب نحو توسيع نطاق تصديرها للأسواق الدولية، بما في ذلك السوق المغربي، الذي أصبح أحد أبرز الوجهات الإقليمية المعتمدة على الحديد الليبي.
ويأتي ذلك تزامنًا مع النمو المطرد الذي يشهده قطاع البناء والتشييد في المغرب، حيث يتزايد الطلب على مواد البناء والصلب، خاصة في المشاريع الكبرى للبنية التحتية التي تنفذها المملكة.
تراجع الدينار الليبي.. فرصة تجارية للمغرب
أسهم انخفاض قيمة الدينار الليبي في جعل الحديد الليبي أكثر تنافسية، ما أتاح للشركات المغربية فرصة الحصول على مواد خام بأسعار أقل مقارنة بمصادر أخرى.
وساهم هذا التراجع في تعزيز القدرة التصديرية لليبيا، ورفع وتيرة التبادل التجاري مع شركائها الاقتصاديين، وعلى رأسهم المغرب، الذي يسعى إلى تأمين موارده من الحديد بأسعار مناسبة تدعم استمرارية المشاريع التنموية الكبرى.
تعكس هذه المستجدات مدى متانة العلاقات الاقتصادية بين المغرب وليبيا. حيث يشكل قطاع الحديد والصلب ركيزة أساسية في تعزيز التعاون التجاري بين البلدين، وسط سعي الطرفين لتطوير شراكة مستدامة في هذا المجال.