حمل خطاب جلالة الملك، الذي ألقاه بمناسبة الذكرى 22 لعيد العرش، مجموعة من الرسائل المهمة ذات الأبعاد المختلفة، والتي تلقى تفاعلا صريحا، كونها خارطة طريق ومرجع أساسي للوطن.
لقد كان الخطاب الملكي السامي الأخير صريحا وواضحا ذي جرأة خصوصا فيما يتعلق بطبيعة العلاقات مع الجارة الجزائر والتطورات السياسية التي يعرفها البلدين مؤخرا.
فاعتبر جلالته أن مسألة فتح الحدود بين المغرب والجزائر، السبيل لنماء الشعوب وهي الوضعية السليمة بين البلدين، حيث دعا بصدق كبير الجزائر للعمل سويا وجنبا لجنب، من أجل بناء علاقات ثنائية، أساسها الثقة والحوار وحسن الجوار، معتبرا أن ” الوضع الحالي لهذه العلاقات لا يرضينا، وليس في مصلحة شعبينا، و غير مقبول من طرف العديد من الدول”.
إن الخطب الملكي هذه السنة حمل عدة خطوات وجوانب وجب تسليط الضوء عليها، فمن الملاحظ أن الخطاب الملكي أعطى حيزا للعلاقات المغربية الجزائرية من خلال توظيف لغة هادئة وصادقة وناعمة وحكيمة.
فلم يفوت جلالته أن يعتز ويذكر المغاربة بأهمية الاحتفال بعيد العرش كونه مناسبة لتجديد روابط البيعة والتلاحم بين العرش والشعب، الذي يجمع على الدوام، ملوك وسلاطين المغرب بأبناء شعبهم، في كل الظروف والأحوال.
“فالمغرب دولة عريقة، وأمة موحدة، تضرب جذورها في أعماق التاريخ. والمغرب قوي بوحدته الوطنية، وإجماع مكوناته حول مقدساته.
وهو قوي بمؤسساته وطاقات وكفاءات أبنائه، وعملهم على تنميته وتقدمه، والدفاع عن وحدته واستقراره.”
وتقاسم جلالة الملك محمد السادس مع الشعب المغربي الظروف الصعبة الاقتصادية والاجتماعية والنفسية التي خلفتها جائحة كوفيد 19،وقال جلالته : “ورغم أن هذا الوباء أثر بشكل سلبي، على المشاريع والأنشطة الاقتصادية، وعلى الأوضاع المادية والاجتماعية، للكثير من المواطنين، حاولنا إيجاد الحلول، للحد من آثار هذه الأزمة”.
واعتز جلالته بمجهودات المغرب في الحصول على اللقاح، ” حقنا اليوم، أن نعتز بنجاح المغرب في ” معركة الحصول على اللقاح “، التي ليست سهلة على الإطلاق، وكذا بحسن سير الحملة الوطنية للتلقيح، والانخراط الواسع للمواطنين فيها”.
وعبر صاحب الجلالة في خطابه التاريخي عن حرصه الشخصي على تنزيل النموذج التنموي الجديد “إننا نعتبر تنفيذ هذا النموذج، مسؤولية وطنية، تتطلب مشاركة كل طاقات وكفاءات الأمة، خاصة تلك التي ستتولى المسؤوليات الحكومية والعمومية، خلال السنوات القادمة.”