خلدت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، اليوم الأربعاء بالرباط، الذكرى الـ 81 للانتفاضة الشعبية لـ 29 و30 و31 يناير 1944، والتي اندلعت تأييدا لحدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وبهذه المناسبة، أقيمت مراسم الترحم على أرواح شهداء هذه الملحمة الخالدة أمام اللوحة التذكارية المخلدة لحدث 29 يناير 1944 بساحة مسجد السنة بالرباط، وذلك بحضور المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، وثلة من المقاومين وعائلاتهم.
وفي تصريح للصحافة، قال السيد الكثيري، إن أسرة المقاومة وجيش التحرير تقف على مألوف العادة عند هذه الذكرى للترحم وللوفاء والبر بالمناضلين الوطنيين الذين خرجوا في مدينة الرباط بتاريخ 29 يناير 1944 لتأييد وثيقة المطالبة بالاستقلال وللتنديد بالممارسات القمعية لسلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية تجاه المتظاهرين والمحتجين والمنتفضين.
وأشار إلى أن هذا الحدث الوطني التاريخي عرف مشاركة جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، حينما كان طالبا في المدرسة المولوية، لتعزيز صفوف المتظاهرين والمحتجين، مؤكدا أن هذه الذكرى تشكل فرصة للتدبر واستحضار التاريخ للحفاظ على الذاكرة التاريخية الوطنية وعلى “ما تحمله من حمولة ثقيلة للقيم الدينية والروحية والوطنية والأخلاقية والإنسانية والكونية”.
من جانبه، أوضح المقاوم أحمد تنان، في تصريح خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذه المحطات تعكس استمرار كفاح المغاربة من أجل التحرر واسترجاع أراضيهم، مسجلا أن هذا اليوم يعد امتدادا لحدث 11 يناير، حيث شهدت تلك الفترة مجازر وحشية ارتكبتها الإقامة العامة بحق المغاربة، شملت الرباط وسلا ومناطق أخرى، ردا على المطالبة بالاستقلال.
ولفت إلى أن هذه الذكرى تُخلد سنويا بزيارة المقابر الجماعية للشهداء، إلى جانب تنظيم ندوات تهدف إلى تعريف الأجيال الصاعدة بتضحيات الأجداد وترسيخ الوعي التاريخي لديهم.
يذكر أن جلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، أناب سمو ولي العهد آنذاك، صاحب الجلالة الملك محمد السادس لإزاحة الستار عن اللوحة التذكارية بساحة مسجد السنة يوم 29 يناير 1994، تخليدا لأحداث 29 يناير 1944، ترحما على الشهداء الميامين لهذه الملحمة الخالدة، وتكريم أسمائهم إكبارا لتضحياتهم الجسام وخدماتهم الجليلة دفاعا عن عزة الوطن وكرامته.
كما سيتم بنفس المناسبة، تنظيم برامج أنشطة وفعاليات تربوية وثقافية وتواصلية مع الذاكرة التاريخية بسائر النيابات الجهوية والإقليمية والمكاتب المحلية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وكذا بفضاءات الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، بتنسيق وشراكة مع القطاعات الحكومية والمؤسسات العمومية والهيئات المنتخبة والجمعيات ومنظمات المجتمع المدني.
