شهدت الكلية متعددة التخصصات بالرشيدية، التابعة لجامعة مولاي إسماعيل، يوم الخميس 7 نوفمبر 2024، تدشينًا أكاديميًا هامًا لإطلاق برنامج إجازة التميز في المساعدة الاجتماعية والوساطة، وذلك تحت شعار “دور التعليم العالي في تعزيز قيم الخدمة الاجتماعية”. جاء هذا الحدث بحضور مجموعة من الأساتذة، والطلبة، وفعاليات مدنية واجتماعية من أجل تسليط الضوء على هذا التكوين الجديد الذي يهدف إلى بناء كفاءات مؤهلة تساهم بفعالية في خدمة المجتمع.
في كلمته الافتتاحية، أشار الدكتور لحمزة بولحسن، نائب عميد الكلية المكلف بالشؤون البيداغوجية، إلى أهمية هذا المسلك الأكاديمي، معتبرًا أنه خطوة هامة نحو تعزيز صورة الكلية على المستويين الوطني والجهوي. وأوضح أن هذه الإجازة ستساهم في تكوين أطر قادرة على تقديم حلول علمية للمشاكل الاجتماعية وتلبية الاحتياجات المجتمعية المتزايدة.
وتحدث الدكتور محمد الحفظاوي، رئيس شعبة الدراسات الإسلامية، عن أهمية الأسرة كمحور أساسي لبناء المجتمع، مشيرًا إلى ضرورة استعادة دورها في التنشئة المجتمعية وتحصين القيم. وأكد على أهمية هذا النوع من التكوينات الجامعية في تأهيل أطر تجمع بين المعرفة الأكاديمية والمهارات العملية، مضيفًا أن هذا المسار يتماشى مع الرؤية الملكية الرشيدة التي تهدف إلى إعداد رأسمال بشري متمكن ومؤهل للتكيف مع تحديات العصر.
من جهته، أوضح الدكتور عبد الواحد الوزاني أن إحداث مسلك إجازة التميز في المساعدة الاجتماعية والوساطة يهدف إلى الارتقاء بالتكوين الجامعي، مشددًا على أهمية جعل التعليم العالي مصدر إلهام ومكانة معنوية للطلاب ليكونوا أطرًا نفعيةً قادرة على إحداث أثر إيجابي في المجتمع.
كما أشار الدكتور عبد الواحد الحسيني، منسق الإجازة، إلى مكانة التخصص الجديد في توجيهات الخطب الملكية السامية، حيث أكد أن إجازة التميز في المساعدة الاجتماعية والوساطة تركز على تطوير خطاب اجتماعي فعّال، يتماشى مع دعوات النهوض بالأوضاع الاجتماعية. وأضاف أن هذا المسلك يعكس روح الحديث النبوي الشريف: “أحب الناس إلى الله تعالى أنفعهم للناس”، مؤكدًا أنه يمثل رسالة واضحة للأثر الإيجابي الذي يسعى التكوين لتحقيقه.
وفي كلمته، أشار المندوب الجهوي للتعاون الوطني، السيد محمد الأمين، إلى أن هذا البرنامج يأتي ضمن إطار اتفاقية بين وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، ووزارة التعليم العالي، والتي تهدف إلى تكوين عشرة آلاف متخصص في مجال العمل الاجتماعي. وتعدّ هذه الخطوة جزءًا من استراتيجية شاملة لتفعيل البرامج الاجتماعية الوطنية، كما أشار إلى إمكانية إطلاق ماستر متخصص في الوساطة الاجتماعية مستقبلًا.
ختامًا، يهدف برنامج إجازة التميز في المساعدة الاجتماعية والوساطة إلى إعداد كفاءات بشرية قادرة على التعامل مع تحديات المجتمع، وهو مسعى يُجسد توجهاً أكاديمياً واجتماعياً متكاملاً يدعم الخدمة الاجتماعية كقيمة أساسية ويعزز التواصل الفعّال بين مكونات المجتمع، بما ينسجم مع الرؤية الملكية الرشيدة نحو مجتمع متضامن ومنفتح.