الحدث بريس – المختار العيرج
كان متوقعا أن يرفع رئيس مجلس جهة درعة تافيلالت دورة أكتوبر التي انعقدت يوم 5 أكتوبر 2020 بسبب غياب النصاب القانوني لأن المجلس يعرف حالة بلوكاج منذ أزيد من سنة، فالمكتب مكون من فسيفساء حزبية غير متجانسة و ظلت في مد جزر منذ انتخاب الرئيس في أول دورة … لكن أن يرفع رئيس جماعة الرشيدية دورة أكتوبر، و الأغلبية مكونة من حزب واحد فذلك فيه لبس و يحتاج إلى توضيح و مصارحة الناخبين و المواطنين بما يجري داخل حزب العدالة و التنمية المسير لجماعة الرشيدية، لاسيما و أن الغياب تكرر في أزيد من دورتين، و في هذه الدورة دورة أكتوبر التي تعد حاسمة و حيوية، فإن عدم اكتمال النصاب القانوني لحزب يتوفر عليه بمفرده مثير للتساؤلات .
فهل الأمر مرتبط بحالات إنسانية موجبة للغياب، كالمرض و السفر و الظروف المشابهة أم أنه يتعلق بغياب مقصود تمليه مواقف سياسية و في هذه الحالة يمكن قراءته كرسالة موجهة للرئاسة و الحزب و المواطنين كذلك، رغم أن بعث الرسائل بهذه الطريقة قد يفي بالطلب حزبيا لكنه غير ذلك في اتجاه الناخبين و المواطنين الذين يحتاجون لوضوح يفرضه التعاقد المعنوي المبرم ضمنبا بين الناخب و المنتخب .
إن المشرع قد حدد ظروف و حيثياب غياب للمستشارين عن دورات الجماعات، و منح للرئيس السلطة التقديرية لذلك، لكن أن يصل الأمر إلى حد رفع الدورة في جماعة يتوفر فيها حزب على النصاب القانوني وحده، و يمتلك شروط توفير نجاحها، فذلك مثير للتساؤلات و يستدعي توضيحات من الحزب و رئاسة الجماعة ليقف المواطن على الحقيقة كما هي .
و في هذه الحالة يحق لنا أن نتساءل هل سيفيد التأجيل في إصلاح ذات البين أم أن عدوى حالة الرفع المتكرر للدورات ستنتقل من مجلس جهة درعة تافيلالت إلى جماعة الرشيدية لاسيما و أن المعارضة في جماعة الرشيدية فضلت هي الأخرى في هذه الدورة اختيار الغياب على الاحتمالات الأخرى التي يتيحها القانون، و بذلك يحدث لأول مرة تقاطع واضح بين مواقف المعارضة و جزء من الأغلبية في اختيار الغياب عن الدورات كشكل من أشكال و الاحتجاج و المعارضة .