اعتبر السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، في حديث لقناة «الغد»، أن القرار الأخير الصادر عن مجلس الأمن بشأن الصحراء المغربية يشكل «منعطفا حاسما» في مسار هذا الملف المعقد. مؤكدا أنه يضع حدا لما وصفه بالمقاربات المتجاوزة، ويدفع بالمسار السياسي نحو ترسيخ المبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الخيار الوحيد المطروح ضمن إطار السيادة المغربية.
وأشار هلال إلى أن المبادرة التي قدمها المغرب عام 2007 تحظى اليوم، وفق قوله، بدعم يتجاوز 120 دولة. معتبرا أن هذا الرقم يعكس توجها دوليا نحو التعامل مع المقترح المغربي كإطار «واقعي» لتسوية النزاع، في وقت يرى فيه أن خيار الاستفتاء «انتهى سياسياً وعملياً» قبل أكثر من ربع قرن.
وفي معرض حديثه عن وضع الأقاليم الجنوبية، شدد الدبلوماسي المغربي على أن الأوراش التنموية والبنى التحتية التي تنفذ في المنطقة «لا ترتبط بمسار المفاوضات». بل تأتي، حسب تعبيره، كترجمة لسيادة المغرب وحقوق مواطنيه، بعيداً عن حسابات الملف السياسي.
وأضاف هلال أن المملكة تتشاور حالياً مع الأمم المتحدة ومع المبعوث الشخصي للأمين العام للصحراء المغربية بهدف تفعيل الحكم الذاتي على أرض الواقع، مبرزاً أن المرحلة المقبلة ستتجه نحو ترجمة الاعتراف الدولي بالمبادرة المغربية إلى إجراءات عملية داخل الأقاليم الجنوبية، مع الحفاظ التام على الوحدة الترابية للمملكة.
وفي ختام تصريحه، جدد السفير تمسك بلاده بما وصفه بـ«الثوابت الوطنية» المتعلقة بالسيادة والوحدة الترابية ورموز الدولة. قائلا: «الصحراء في مغربها والمغرب في صحرائه»، في رسالة واضحة على استمرار الرباط في رفض أي مقاربة تعتبرها مسا بسيادتها على المنطقة.