تسعى مجموعة HPS المغربية، المتخصصة في تطوير حلول ومنصات الأداء البنكي، إلى مضاعفة إيراداتها لتبلغ 2.4 مليار درهم خلال ثلاث سنوات، في إطار استراتيجية توسعية تعتمد على تعميق حضورها في الأسواق العالمية وتوسيع قاعدة زبائنها الممتدة حالياً إلى 96 دولة. هذا الهدف، الذي أفصح عنه رئيس مجلس إدارة المجموعة، محمد حوراني، يأتي في سياق نمو مطرد لإيرادات الشركة التي سجلت 1.2 مليار درهم سنة 2024، بزيادة قدرها 6.4% مقارنة بالعام السابق.
منذ تأسيسها سنة 1995، رسخت HPS موقعها ضمن الفاعلين الدوليين في مجال تكنولوجيا المدفوعات، حيث تعتمد أزيد من 500 مؤسسة بنكية عالمية على حلولها لتشغيل البنية التحتية للدفع وإصدار البطاقات والخدمات المرتبطة. وتستند المجموعة في توسعها إلى نموذج أعمال قابل للتكيّف مع تحولات القطاع، مدعوم بثقة مؤسسات استثمارية بارزة، من ضمنها “صندوق الثروة السيادي النرويجي”، الذي يعد أكبر صندوق سيادي في العالم، والذي يمتلك حالياً أكثر من 2% من رأسمال المجموعة، بقيمة تناهز 9.1 مليون دولار.
ويبرز السوق الخليجي كأحد أهم محاور النمو بالنسبة لـ HPS، إذ تعمل المجموعة من خلال فرعها بالإمارات مع مجموعة من البنوك الرائدة في السعودية والإمارات وقطر والكويت وعُمان والبحرين، كما تعتزم تعزيز حضورها في السوق السعودية عبر فتح مكتب محلي يوفر دعماً مباشراً للعملاء. في المقابل، تشكل القارة الأفريقية نحو 40% من مداخيل المجموعة، مما يجعلها رهاناً استراتيجياً في سياق المنافسة المتصاعدة على ريادة السوق الرقمية في الجنوب العالمي.
وتولي المجموعة أهمية خاصة للبحث والتطوير، حيث تخصص 18% من إيراداتها السنوية لهذا الغرض، في سعي لمواكبة الابتكارات التقنية والتغيرات التنظيمية المتسارعة التي يعرفها قطاع الخدمات المالية. ومن أبرز محاور استراتيجية HPS خلال الفترة الأخيرة، عملية الاستحواذ على شركة CR2 الإيرلندية المتخصصة في الحلول البنكية الرقمية، وهي عملية يتوقع أن تضيف ما يقارب 320 مليون درهم لإيرادات المجموعة خلال سنة 2025، فضلاً عن تعزيز حضورها في أسواق جديدة كالهند وأستراليا والأردن، إلى جانب تدعيم محفظة حلولها الرقمية.
في المقابل، تراهن HPS على التحول التدريجي نحو نموذج “البرمجيات كخدمة” (SaaS)، عوض بيع الرخص بشكل تقليدي، كخيار يتيح مداخيل أكثر استدامة على المدى المتوسط. ورغم أن هذا النموذج قد يؤدي إلى انخفاض نسبي في الإيرادات الآنية، إلا أنه يرفع من حصة الإيرادات المضمونة، والتي تمثل حالياً نحو 75% من إجمالي مداخيل الشركة.
ضمن هذا السياق، تعكس خطة HPS دينامية استثمارية متكاملة، تجمع بين التوسع الجغرافي، وتكثيف الشراكات الاستراتيجية، والاستثمار في الابتكار الرقمي، مما يعزز قدرتها على ترسيخ موقعها كلاعب عالمي في صناعة حلول المدفوعات، في ظل تنافس دولي متزايد على التكنولوجيا المالية والبنية التحتية الرقمية للبنوك والمؤسسات.