الحدث بريس : وكالات
مع اقتراب فصل الصيف، بدأت درجات الحرارة بالارتفاع في أوروبا، ويتطلع المواطنون لعطلاتهم بعد قضاء أشهر في المنزل في ظل قيود الإغلاق.
والأسبوع الماضي، كشف الاتحاد الأوروبي عن خطة “لمنح الأفراد فرصة للحصول على قسط من الراحة التي يحتاجون إليها، والاسترخاء، والحصول على الهواء النقي”. وتتضمن التوصيات فتح الحدود الداخلية، وإحياء خطوط السكك الحديدية وغيرها من طرق المواصلات لإعادة تنشيط قطاع الضيافة، وتعزيز السياحة.
ولكن تعاني السلطات بالفعل في التعامل مع تدفق السياح والسكان المحليين إلى واحدة من أكثر الوجهات المرغوبة، أي: الشاطئ.
وبعد عدة أيام فقط من تخفيف قيود الإغلاق في فرنسا الأربعاء، وافتتاح مئات الشواطئ، أغلقت مقاطعة موربيهان في بريتاني 5 شواطئ بسبب ظهور “سلوك غير مقبول”، وفشل الالتزام بإجراءات التباعد الاجتماعي.
وقال خبير السفر، توني جونستون لـCNN إن السلطات تحتاج إلى تحضير استراتيجيات واضحة للتعامل مع تدفق السياح والازدحام مع بدء موسم العطلات.
ولكن، بدلاً من فرض حظر شامل على السياحة، قال جونستون إن السلطات ستبذل جهدها لتشجيع السلوك الجيّد على الشاطئ، مشيراً إلى أن عمليات الإغلاق “ستدفع المشكلة إلى مكان آخر”.
بدأت السلطات المحلية في بعض البلدان بالفعل بوضع إرشادات حول كيفية إعادة فتح الشواطئ المزدحمة. وأعلن مسؤولون في بلدة كانيت دين بيرينغير، وهي بلدة متوسطية تقع شمال فالنسيا، عن سماحها بدخول 5 آلاف شخص إلى الشاطئ المحلي يومياً، أي نصف عدد المرتادين المعتاد.
وفي سانخينخو في منطقة غاليسيا، ستكون أدوات التنظيف مشهداً مألوفاً على الشواطئ، وسيتم تطهير الحمامات العامة ومناطق الاستحمام بانتظام.
تغير في السلوك
ومع ارتفاع حرارة الطقس، يقلق الخبراء من أن الالتزام بإرشادات التباعد الاجتماعي في طريقه للاختفاء بالفعل.
وفي دراسة لا تزال مستمرة، وجد باحثون من كلية لندن الجامعية أن أقل من 50% من المشاركين تحت عمر الـ30 عاماً، كانوا يلتزمون “بشكل كامل” بقواعد عملية الإغلاق.
وقالت أستاذة علم النفس الصحي في جامعة كاليفورنيا، سوزان ميتشي، لـCNN إن الأدلة من حالات الحجر الصحي طويلة المدى حول العالم أظهرت أن عدم الإمتثال بالأوامر يكون عادةً نتيجة الملل، والإحباط، والاكتئاب، والقلق.
خطر حصول موجة ثانية من فيروس كورونا
ورغم أن وفيات فيروس كورونا تنخفض يومياً في العديد من الدول الأوروبية، إلا أن الخبراء يحذرون من أن القارة قد تخاطر بحصول موجة ثانية من الإصابات إذا لم تتوخ الحذر.
وقال أستاذ حماية الصحة في جامعة “إيست أنجيليا” في إنجلترا، بول هانتر، لـCNN إن خطر انتقال الفيروس في الهواء الطلق لا يزال منخفضاً، ولكنه شجع على الالتزام بالتباعد الاجتماعي والنظافة، والحرص على غسل اليدين.
وأشار هانتر إلى أن خطر انتشار الفيروس يعتمد على عدد الأشخاص الذين يزورون المعالم السياحية الجاذبة، وكيفية تصرفهم في المكان.
وعند حديثه عن المملكة المتحدة، قال هانتر: “لقد رأينا انخفاض في الحالات الجديدة بشكل كبير جداً على مدى الأسابيع الثلاثة أو الأسابيع الأربعة الماضية.. ولذلك، قد لا يكون هناك في الواقع الكثير من المخاطر المرتبطة على الصعيد الشخصي”.
ولكن، في حال شهدت البلاد زيادة في عدد الحالات مجدداً، وكان الأشخاص يتجمعون مثل “أسماك السردين” بحسب تعبيره على الشواطئ وفي الحانات المحيطة بها، سيكون الخطر مرتفعاً للغاية.