الحدث بريس : عبد الفتاح مصطفى
مازالت تداعيات دعم وزارة الثقافة لفنانين دون غيرهم تلقي بظلالها على العديد من الفنانين و الموسيقيين المعروفين على الصعيد المحلي و الجهوي و الوطني وحتى على المستوى العالمي، وخاصة المحسوبين على مناطق الهامش بالجنوب الشرقي بجهة درعة تافيلالت، هؤلاء الفنانون والموسيقيون الغير مرئيين من طرف وزارة الثقافة، مثلوا و يمثلون بلدهم المغرب في عدة ملتقيات فنية موسيقية فلكلورية أحسن تمثيل في عدة مناسبات و عدة مهرجانات و احتفالات داخل المغرب و خارجه.
وكان لفرقة الركبة التي يقودها الفنان القرطاوي محمد من زاكورة، رأي في هذا الدعم، حيث خرج قائد الفرقة بتصريح للصحافة المحلية والجهوية، يشكي من خلاله حرمان فرقته التي تعيش زمن جائحة كورونا على العوز و الفقر …وأن فرقته تعرضت لحيف كبير تمثل في إقصاءها من الاستفادة من الدعم الاستثنائي الذي كان يتطلع إليه ليكون منصفا و لا يستثنيهم بحكم موقعهم الجغرافي البعيد عن المركز وحالة أعضاء الفرقة الذين يعدون من الطبقة الكادحة والتي تكدح بعرق جسدها للحصول على لقمة العيش.
أوضح محمد القرطاوي رئيس فرقة الركبة بزاكورة في تصريحه الصحفي الذي بث على موقع الكتروني محلي : “اليوم هذه الفرقة ضائعة من جميع الحالات، لا دعم لا حتى حاجة …لا نأخذ أي حاجة إلا بعرقنا المتمثل في المهرجانات و..ومن غير هذا فإننا لم نستفد قط من أي دعم من الدولة ، ولكن عندما يحتاجوننا نكون جنود مجندين للقيام بمهمتنا في كل وقت، لكن بدون إطار يتكفل بنا، لتظهر جائحة كورونا، وتبين لنا هل عندنا حق أم لا في هذا الوطن ؟ فلا أحد فكر فينا أو سأل عنا، ولا أحد مد الفرقة بدعم أو أي إعانة حتى يفكر في الفرقة التي تحمل أغنى تراث فلكلوري أصيل الذي يعتبر رمزا من رموز الدولة …لا أحد “.
وحكى القرطاوي في تصريحه الصحفي كذلك على حديثة سير وقعت للفرقة عندما كانوا متوجهين الى الكويت على ذمة وزارة الثقافة سنة 2013، وقعت الحادثة للفرقة في منعرج من منعرجات طريق ورزازات عندما اصطدمت سيارة الفرقة مع سيارة أخرى، خلفت مقتل شخصين من الفرقة، وإصابة أخر بجروح خطيرة نتجت عنها إعاقة دائمة تكلفه أكثر من 2000 درهم من الأدوية في الشهر كلها من المحسنين، ورغم ذلك وزارة الثقافة لم تسأل عليهم ولم تقم بالواجب.
القرطاوي يضيف وبنبرة حزينة : “لا أحد سأل عنا أو عن ظروف الحادثة، عضوان من الفرقة توفوا و ثالث أضحى معاق من إصابته في عموده الفقري، ولا أحد سأل أو قام بما يجب القيام به من حلول تجاه الحادثة المفجعة التي وقعت للفرقة، خاصة وأن المصابين يعدون من مؤسسي فرقة الركبة التي ذاع صيتها و مثلت المغرب في عدة محافل وطنية ودولية، تاركين أرامل وبنات هن اليوم بين أحضان الأقارب فقط وقد يعرضون للتشريد مستقبلا.
في الأخير يقول القرطاوي، أنه سمع بوجود دعم للفنانين من طرف وزارة الثقافة، فسارع الى ملئ استمارة الدعم بمندوبية الثقافة بزاكورة، ولم يتوصل به الى حدود الساعة رغم وصول الطلب الى الوزارة، مضيفا أن الفرقة تحصل على بطاقة الفنان، ولا تستفيد من المنح والدعم ولا حتى من التغطية الصحية.